روى أحمد في
مسنده والثعلبي في تفسيره بإسنادهما إلى شداد بن عمار قال : دخلت على واثلة بن
الاسقع وعنده قوم ، فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم ، فلما قاموا قال لي : لم شتمت
هذا الرجل؟ قلت : رأيت القوم يشتمونه فشتمته معهم ، فقال : ألا اخبرك بما رأيت من
رسول الله؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي عليه السلام فقالت : توجه
إلى رسول الله (ص) ، فجلست أنتظر حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس
ومعه علي والحسن والحسين عليهم السلام أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا
وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، فأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف
عليهم ثوبه ـ أو قال : كساء ـ ثم تلا هذه الآية : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا » ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق.
ـ ومن ذلك في
المعنى ما يدل على أن واثلة بن الاسقع رأى ذلك من النبي صلى الله عليه وآله
دفعات ، فمن رواية واثلة بن الاسقع في دفعة اخرى من مسند أحمد ابن حنبل بإسناده
إلى واثلة بن الاسقع قال : طلبت عليا عليه السلام في منزله ، فقالت فاطمة : ذهب
يأتي برسول الله صلى الله عليه وآله فجاءا جميعا فدخلا ودخلت معهما ، فأجلس
عليا عن يساره وفاطمة عن يمينه والحسن والحسين بين يديه ، ثم التفع عليهم بثوبه
وقال : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ».
ومن ذلك في
المعنى دفعة اخرى عن واثلة [ مما رواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى شداد بن
عبد الله ، عن واثلة بن الاسقع قال : رأيتني ذات يوم وقد جئت رسول الله صلى الله عليه
وآله وهو في بيت ام سلمة ، فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله ، وجاء
الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثم دعا
عليا فجاء ، ثم أغدف عليهم كساء خيبريا كأني أنظر إليه ، فقال « إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ».
- بإسناده عن
عبد الله بن أحمد ، عن إبراهيم بن علي ، عن سليم بن أحمد ، عن الوليد بن مسلم ، عن
الاوزاعي ، عن شداد بن عمار ، عن واثلة مثل الحديث الاول.
وبإسناده عن عبد
الله ، عن أحمد بن عمر الحنفي ، عن عمر بن يونس ، عن سليمان بن أبي سليم ، عن أبي
كثير ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرو ، عن شداد بن عبد الله مثل الحديث الثاني.
ـ ومن ذلك ما
روته ام سلمة في تعيين أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وأنه صلوات الله
عليه ذكر أسماءهم وحققهم لامته في عدة مجالس وعدة أوقات ، فمن ذلك من مسند أحمر بن
حنبل بإسناده إلى عطية الطفاوي ، عن أبيه أن ام سلمة حدثته قالت : بينما رسول الله
صلى الله عليه وآله في بيتي يوما إذ قال الخادم : إن عليا وفاطمة في السدة ، قالت
: فقال لي : قومي فتنحي لي عن أهل بيتي ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا ، فدخل
علي وفاطمة والحسن والحسين ـ وهما صبيان صغيران ـ قالت : فأخذ الصبيين فوضعهما في
حجره فقبلهما ، واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الاخرى و قبل فاطمة ، وأغدف
عليهم خميصة سوداء ثم قال : اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، قالت : قلت :
وأنا يا رسول الله؟ قال : أنت على خير.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 351 ]
تاريخ النشر : 2025-11-11