أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا
أحمد ابن جعفر بن محمد بن أصرم البجلي بالكوفة، قال. حدثنا محمد بن عمارة الأسدي،
قال: أخبرني يحيى بن ثعلبة، قال: وحدثني أبو نعيم محمد بن جعفر بن محمد الحافظ
بالرملة، قال. حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب أبو
المنذر، قال: حدثني يحيى بن ثعلبة أبو المقوم الأنصاري، عن أمه عائشة بنت عبد
الرحمن بن السائب، عن أبيها، قال. جمع زياد بن أبيه شيوخ أهل الكوفة وأشرافهم في
مسجد الرحبة ليحملهم على سب أمير المؤمنين (عليه السلام) والبراءة منه، وكنت فيهم،
فكان الناس من ذلك في أمر عظيم، فغلبتني عيناي فنمت، فرأيت في النوم شيئا طويلا،
طويل العنق : من أنت؟ فقال: أنا النقاد ذو الرقبة .
قلت: وما النقاد؟ قال: طاعون بعثت إلى صاحب
هذا القصر لاجتثه من جديد الأرض، كما عتا وحاول ما ليس له بحق. قال. فانتبهت فزعا،
وأنا في جماعة من قومي، فقلت: هل رأيتم ما رأيت؟ فقال رجلان منهم. رأينا كيت وكيت
بالصفة، وقال الباقون :
ما رأينا شيئا، فما كان بأسرع من أن خرج
خارج من دار زياد، فقال: يا هؤلاء انصرفوا، فإن الأمير عنكم مشغول، فسألناه عن
خبره، فخبرنا أنه طعن في ذلك الوقت، فما تفرقنا حتى سمعنا الواعية عليه، فأنشأت
أقول في ذلك.
قد جشـــم الناس أمرا ضاق ذرعــهم * بحملهم
حين ناداهم إلى الرحـبة
يدعو على ناصر الاسلام حين يرى * له على
المشركين الطول والغلبة
مــا كـــان منتــهــيا عــما أراد بـــنا
* حتى تـــناوله النـــقاد ذو الرقــبة
فأســقط الشــتق مــنه ضربة عجـبا * كما
تناول ظلما صـاحب الرحـبة .
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 620
تاريخ النشر : 2023-06-17