أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مختصات الامام وعلاماته والقابه/الامام الباقر عليه السلام
الطالقاني ، عن
الجلودي ، عن المغيرة بن محمد ، عن رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر
الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : خطب أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه أن معاوية يسبه ويلعنه
ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا فحمدالله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه
وآله وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال : لولا آية في كتاب الله ما ذكرت
ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عزوجل : « وأما بنعمة ربك فحدث » اللهم لك
الحمد على نعمك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى ، يا أيها الناس إنه بلغني ما
بلغني ، وإني أراني قد اقترب أجلي ، وكأني بكم وقد جهلتم أمري ، وأنا تارك فيكم
ماتر كه رسول الله صلى الله عليه وآله : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي
إلى النجاة : خاتم الانبياء ، وسيد النجباء ، والنبي المصطفى ، يا أيها الناس
لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر ، أنا أخو رسول الله صلى الله
عليه وآله ، وابن عمه ، وسيف نقمته ، وعماد نصرته ، وبأسه وشدته ، أنا رحى جهنم الدائرة
، وأضراسها الطاحنة ، أنا موتم النبين والبنات ، أنا قابض الارواح ، وبأس الله الذي
لا يرده عن القوم المجرمين ، أنا مجدل الابطال ، وقاتل الفرسان ، ومبيد من كفر
بالرحمن ، وصهر خير الانام ، أنا سيد الاوصياء ، ووصي خير الانبياء أنا باب مدينة العلم
، وخازن علم رسول الله ووارثه ، وأنا زوج البتول سيدة نساء العالمين فاطمة التقية الزكية
البرة المهدية ، حبيبة حبيب الله ، وخير بناته وسلالته ، وريحانة رسول الله صلى الله
عليه وآله ، سبطاه خير الاسباط ، وولداي خير الاولاد ، هل أحد ينكر ما أقول؟ أين
مسلمو أهل الكتاب؟ أنا اسمي في الانجيل « إليا » وفي التوارة « يرئ » وفي الزبور «
أري » وعند الهند « كبكر » وعند الروم « بطريسا » وعند الفرس « حبتر » وعند الترك
« بثير » وعند الزنج « حيتر » وعند الكهنة « بوئ » وعند الحبشة « بثريك » وعند امي
« حيدرة » وعند ظئري « ميمون » وعند العرب « علي » وعند الارمن « فريق » وعند أبي
« ظهير ».
ألا وإني مخصوص
القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم يقول الله عزوجل : « إن
الله مع الصادقين » أنا ذلك الصادق ، وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة قال الله
عزوجل : « فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين » أنا ذلك المؤذن وقال : «
وأذن من الله ورسوله » فأنا ذلك الاذان ، وأنا المحسن يقول الله عزوجل : « إن الله
لمع المحسنين » وأنا ذو القلب فيقول الله عزوجل « إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب
» وأنا الذاكر ، يقول الله عزوجل : « الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
» ونحن أصحاب الاعراف : أنا وعمي وأخي وابن عمي ، والله فالق الحب والنوى لا يلج
النار لنا محب ، ولا يدخل الجنة لنا مبغض ، يقول الله عزوجل : « وعلى الاعراف رجال
يعرفون كلا بسيماهم » وأنا الصهر يقول الله عزوجل : « وهو الذي خلق من الماء بشرا
فجعله نسبا وصهرا » ، وأنا الاذن الواعية يقول عزوجل : « وتعيها اذن واعية » وأنا
السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله عزوجل : « ورجلا سلما لرجل »
ومن ولدي مهدي هذه الامة.
ألا وقد جعلت
محنتكم : ببغضي يعرف المنافقون ، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين ، هذا عهد النبي
الامي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا
يبغضك إلا منافق ، وأنا صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وآله في الدنيا
والآخرة ، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي ، والله لا عطش محبي ولا خاف وليي ، أنا
ولي المؤمنين والله وليي ، حسب محبي أن يحبوا ما أحب الله ، وحسب مبغضي أن يبغضوا
ما أحب الله ، ألا وإنه بلغني أن معاوية سبني ولعنني ، اللهم اشدد وطأتك عليه ،
وأنزل اللعنة على المستحق ، آمين رب العالمين ، رب إسماعيل وباعث إبراهيم ، إنك
حميد مجيد. ثم نزل عن أعواده فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله.
قال جابر سنأتي
على تأويل ما ذكرنا من أسمائه ، أما قوله : أنا اسمي في الانجيل « إليا » فهو «
علي » بلسان العرب ، وفي التوراة « برئ » قال : برئ من الشرك. وعند الكهنة « بوئ »
فهو من تبوء مكانا وبوء غيره مكانا ، وهو الذي يبوئ الحق منازله ، ويبطل الباطل
ويفسده. وفي الزبور « أري » وهو السبع الذي يدق العظم ، ويفرس اللحم.
وعند الهند «
كبكر » قال : يقرؤون في كتب عندهم فيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر
فيها أن ناصره « كبكر » وهو الذي إذا أراد شيئا لج فيه فلم يفارقه حتى يبلغه.
وعند الروم «
بطريسا » قال : هو مختلس الارواح.
وعند الفرس «
حبتر » وهو البازي الذي يصطاد. وعند الترك « بثير » قال : هو النمر الذي إذا وضع
مخلبه في شيء هتكه.
وعند الزنج «
حيتر » قال : هو الذي يقطع الاوصال. وعند الحبشة « بثريك » قال : هو المدمر على كل
شيء أتى عليه. وعند أمي « حيدرة » قال : هو الحازم الرأي ، الخير النقاب ، النظار
في دقائق الاشياء.
وعند ظئري «
ميمون » قال جابر : أخبرني محمد بن علي عليه السلام قال : كانت ظئر علي عليه السلام
التي أرضعته امرأة من بني هلال خلفته في خبائها ، ومعه أخ له من الرضاعة وكان أكبر
منه سنا بسنة إلا أياما ، وكان عند الخباء قليب ، فمر الصبي نحو القليب ونكس رأسه
فيه ، فحبا علي عليه السلام خلفه فتعلقت رجل علي عليه السلام بطنب الخيمة ، فجر
الحبل حتى أتى على أخيه ، فتعلق بفرد قدميه وفرد يديه ، أما اليد ففي فيه واما الرجل
ففي يده ، فجاءته امه فأدركته فنادت : يا للحي يا للحي يا للحي من غلا ميمون أمسك
علي ولدي ، فأخذوا الطفل من عند رأس القليب وهم يعجبون من قوته على صباه ، ولتعلق
رجله بالطنب ، ولجره الطفل حتى أدركوه ، فسمته امه ميمونا أي مباركا فكان الغلام
في بني هلال يعرف بمعلق ميمون وولده إلى اليوم.
وعند الارمن «
فريق » قال : الفريق : الجسور الذي يهابه الناس. وعند أبي « طهير » قال : كان أبوه
يجمع ولده وولد إخوته ثم يأمرهم بالصراع ، وذلك خلق في العرب ،
فكان علي عليه السلام
يحسر عن ساعدين له غليظين قصيرين وهو طفل ، ثم يصارع كبار إخوته وصغارهم ، وكبار
بني عمه وصغارهم فيصرعهم ، فيقول أبوه : ظهر علي ، فسماه ظهيرا.
وعند العرب «
علي » قال جابر : اختلف الناس من أهل المعرفة لم سمي علي عليا ، فقالت طائفة : لم
يسم أحد من ولد آدم قبله بهذا الاسم في العرب ولا في العجم ، إلا أن يكون الرجل من
العرب يقول : ابني هذا علي يريد به [ من ] العلو لا أنه اسمه وإنما تسمى الناس به
بعده وفي وقته. وقالت طائفة : سمي علي عليا لعلوه على كل من بارزه.
وقالت طائفة :
سمي علي عليا لان داره في الجنان تعلو حتى تحاذي منازل الانبياء ، وليس نبي يعلو
منزله منزل علي وقالت طائفة : سمي علي عليا لأنه علا [ على ] ظهر رسول الله صلى الله
عليه وآله بقدمية طاعة لله عزوجل ولم يعل أحد على ظهر نبي غيره عند حط الاصنام
من سطح الكعبة. وقالت طائفة : وإنما سمي عليا لأنه زوج في أعلى السماوات ولم يزوج
أحد من خلق الله عزوجل في ذلك الموضع غيره ، وقالت طائفة : إنما سمي علي عليا لأنه
كان أعلى الناس علما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 69 ]
تاريخ النشر : 2025-11-03