أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/فضائل أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام الكاظم (عليه السلام)
روى الشيخ أبو
جعفر الطوسي ، بإسناده عن الفضل بن شاذان ، عن رجاله ، عن موسى بن جعفر عليهما السلام
قال : إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد من اختراعه ، من نور عظمته وجلاله ، وهو
نور لاهوتيته الذي تبدى وتجلى لموسى عليه السلام في طور سيناء فما استقر له ولا
أطاق موسى لرؤيته ، ولا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه ، وكان ذلك النور نور محمد
صلى الله عليه وآله فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين : فخلق من
الشطر الاول محمدا ، ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب ، ولم يخلق من ذلك النور
غيرهما ، خلقهما بيده ونفخ فيهما بنفسه لنفسه ، وصورهما على صورتهما وجعلهما امناء
له وشهداء على خلقه ، وخلفاء على خليقته ، وعينا له عليهم ، ولسانا له إليهم ، قد
استودع فيهما علمه ، وعلمهما البيان ، واستطلعهما على غيبه ، وبهما فتح بدء الخلائق
، وبهما يختم الملك والمقادير.
ثم اقتبس من نور
محمد فاطمة ابنته كما اقتبس نوره من المصابيح ، هم خلقوا من الانوار ، وانتقلوا من
ظهر إلى ظهر ، وصلب إلى صلب ، ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة ، بل
نقل بعد نقل ، لا من ماء مهين ولا نطفة خشرة كسائر خلقه ، بل أنوار انتقلوا من
أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، لانهم صفوة الصفوة ، اصطفاهم لنفسه ، لأنه لا
يرى ولا يدرك ، ولا يعرف كيفيته ولا إنيته ، فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه ، المتصرفون
في أمره ونهيه ، فبهم تظهر قدرته ، ومنهم ترى آياته ومعجزاته ، وبهم ومنهم عبادة
نفسه ، وبهم يطاع أمره ، ولولاهم ما عرف الله ، ولا يدرى كيف يعبد الرحمن ، فالله يجري
أمره كيف يشاء فيما يشاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 40 ]
تاريخ النشر : 2025-11-02