أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام/الامام علي عليه السلام
كتاب الغارات
بإسناده عن سعيد بن المسيب أن رجلا بالشام يقال له ابن الخيبري ، وجد مع امرأته
رجلا فقتله ، فرفع ذلك إلى معاوية ، فكتب إلى بعض أصحاب علي عليه السلام يسأله [
فسأله ] فقال علي عليه
السلام : إن هذا
شئ ما كان قبلنا . فأخبره أن معاوية كتب إليه . فقال عليه السلام : إن لم يجئ
بأربعة شهداء يشهدون به أقيد به .
وعن أبي حمزة
قال : بينما علي ذات يوم إذ أقبل [ إليه ] رجل فقال : من أين أقبل الرجل ؟ قال :
من أهل العراق . قال : من أي العراق ؟ قال : من البصرة .
قال : أما إنها
أول القرى خرابا ، إما غرقا وإما حرقا ، حتى يبقى بيت مالها ومسجدها كجؤجؤ سفينة ،
فأين منزلك منها ؟ فقال الرجل : مكان كذا . قال : عليك بصواحبها عليك بصواحبها .
وعن شرحبيل عن
علي عليه السلام قال : كيف بكم وإمارة الصبيان من قريش ؟ قوم يكونون في آخر الزمان
، يتخذون المال دولة ، ويقتلون الرجال . فقال الأوس بن حجر الثمالي : إذا نقاتلهم
وكتاب الله . قال : كذبت وكتاب الله.
وعن الحسن بن
بكر البجلي عن أبيه قال : كنا عند علي عليه السلام في الرحبة ، فأقبل رهط فسلموا
فلما رآهم علي عليه السلام أنكرهم فقال : أمن أهل الشام أنتم ، أم من أهل الجزيرة
؟ قالوا : بل من أهل الشام ، مات أبونا وترك مالا كثيرا وترك أولادا رجالا ونساء ،
وترك فينا خنثى له حياء كحياء المرأة ، وذكر كذكر الرجل ، فأراد الميراث كرجل
فأبينا عليه .
فقال عليه
السلام : فأين كنتم عن معاوية ؟ فقالوا : قد أتيناه فلم يدر ما يقضي بيننا .
فنظر علي عليه
السلام يمينا وشمالا وقال : لعن الله قوما يرضون بقضائنا ويطعنون علينا في ديننا ،
انطلقوا بصاحبه فانظروا إلى مسبل البول ، فإن خرج من ذكره فله ميراث الرجل ، وإن
خرج من غير ذلك فورثوه مع النساء .
[ قال : ] فبال
من ذكره ، فورثه كميراث الرجل منهم .
وعن ابن عباس [
عن علي عليه السلام ] قال : أول هلاك أهل الأرض قريش وربيعة .
قالوا وكيف ؟
قال : أما قريش
فيهلكها الملك ، وأما ربيعة فتهلكها الحمية .
وبحذف الإسناد
قال : قال علي عليه السلام : أما والله ما قاتلت إلا مخافة أن ينزو فيها تيس من
بني أمية فيتلاعب بدين الله .
وعن زر بن حبيش
قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد إلي
النبي صلى الله عليه وآله ، أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق .
وعن حبة العرني
عن علي عليه السلام قال : إن الله أخذ ميثاق كل مؤمن على حبي ، وأخذ ميثاق كل
منافق على بغضي ، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا على المنافق
ما أحبني !
وعن فرات بن
أحنف قال : إن عليا عليه السلام خطب فقال : يا معشر الناس ، أنا أنف الهدى وعيناه
- وأشار إلى وجهه - .
يا معشر الناس !
لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله ، فإن الناس [ قد ] اجتمعوا على مائدة ،
شبعها قصير ، وجوعها طويل ، والله المستعان .
يا معشر الناس !
إنما يجمع الناس الرضا والسخط ، ألا وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فأصابهم العذاب
برضاهم بعقرها قال الله تعالى : ( فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ) [ 29 / القمر : 54
] فقال لهم نبي الله عن قول الله : ( ناقة الله وسقياها فكذبوه فعقروها ) [ 14 /
الشمس ] .
يا معشر الناس !
ألا فمن سئل عن قاتلي فزعم أنه مؤمن فقد قتلني .
يا معشر الناس !
من سلك الطريق ورد الماء .
يا معشر الناس !
ألا أخبركم بحاجبي الضلالة ، تبدو مخازيها في آخر الزمان .
وعن أبي عقيل عن
علي عليه السلام قال : اختلفت النصارى على كذا وكذا ، واختلفت اليهود على كذا وكذا
، ولا أراكم أيتها الأمة إلا ستختلفون كما اختلفوا ، وتزيدون عليهم فرقة ، ألا وإن
الفرق كلها ضالة إلا أنا ومن تبعني .
وعن الحسن بن
علي عن أبيه عليهما السلام قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : يرد علي
أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي هكذا - وقرن بين السبابتين - ليس بينهما فضل .
وعن أبي الجحاف
عن رجل - قد سماه - قال : دخلوا على علي عليه السلام وهو في الرحبة وهو على سرير
قصير [ ف ] قال : ما جاء بكم ؟ قالوا : حبك وحديثك يا أمير المؤمنين . قال : والله
؟ قالوا : والله . قال : أما إنه من أحبني يراني حيث يحب أن يراني ، ومن أبغضني
رآني حيث يبغض أن يراني .
ثم قال : ما عبد
الله أحد قبلي مع نبيه ، إن أبا طالب هجم علي وعلى النبي صلى الله عليه وآله وأنا
وهو ساجدان ثم قال : أفعملتموها ؟ فأخذ يحثني على نصرته وعلى معونته .
وعن حبة عن علي
عليه السلام قال : لو صمت الدهر كله وقمت الليل كله ، وقتلت بين الركن والمقام ،
بعثك الله مع هواك بالغا ما بلغ ، إن في جنة ففي جنة ، وإن في نار ففي نار .
وقال [ عليه
السلام ] : من أحب أهل البيت فليستعد عدة للبلاء .
وقال [ عليه
السلام ] : يهلك في محب مفرط ، ومبغض مفتر .
وقال [ عليه
السلام ] : يهلك في ثلاثة وينجو في ثلاثة : يهلك اللاعن ، والمستمع المقر ،
والحامل للوزر ، و [ هو ] الملك المترف [ الذي ] يتقرب إليه بلعني ، ويبرأ عنده من
ديني ، وينتقص عنده حسبي ، وإنما حسبي حسب النبي صلى الله عليه وآله وديني دينه .
وينجو في ثلاثة
: المحب الموالي ، والمعادي من عاداني ، والمحب من أحبني ، فإذا أحبني عبد أحب
محبي وأبغض مبغضي وشايعني ، فليمتحن الرجل قلبه ، إن الله لم يجعل لرجل من قلبين
في جوفه فيحب بهذا ويبغض بهذا ، فمن أشرب قلبه حب غيرنا فألب علينا فليعلم أن الله
عدوه وجبريل وميكال ، فإن الله عدو للكافرين .
وعن ربيعة بن
ناجد عن علي عليه السلام قال : دعاني النبي صلى الله عليه وآله فقال لي : يا علي
إن فيك من عيسى مثلا ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه
بالمنزلة التي ليست له .
وقال علي عليه
السلام : إنه يهلك في محب مطر يقرظني بما ليس في ، ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن
يبهتني .
ألا وإني لست
نبيا ولا يوحى إلي ، ولكن أعمل بكتاب الله ما استطعت ، فما أمرتكم به من طاعة فحق
عليكم طاعتي فيما أحببتم وفيما كرهتم ، وما أمرتكم به أو غيري من معصية الله فلا
طاعة في المعصية ، الطاعة في المعروف الطاعة في المعروف [ قالها ] ثلاثا .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 34 / صفحة [ 356 ]
تاريخ النشر : 2025-10-30