أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أحاديث وروايات عامة/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
دعوات الراوندي
: عن ربيعة بن كعب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ستكون بعدي
فتنة فإذا كان ذلك فالتزموا علي ابن أبي طالب عليه السلام .
ومنه في كلام
أبي جعفر عليه السلام وقد سأله حمران عما أصيب به أمير المؤمنين والحسن والحسين
عليهم السلام من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا ؟ وقال عليه
السلام : ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله وإظهار الطواغيت عليهم
سألوا الله دفع ذلك عنهم لدفع [ الله ذلك عنهم ] ثم كان انقضاء مدة الطواغيت وذهاب
ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد وما كان الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه
ولا لعقوبة من معصية خالفوا الله فيها ولكن لمنازل وكرامة أراد [ الله ] أن يبلغهم
إياها فلا يذهبن بك المذاهب فيهم .
ومنه قال : لما
نزل أمير المؤمنين النهروان سأل عن جميل بن بصيهري كاتب [ أ ] نوشيروان فقيل : إنه
بعد حي يرزق فأمر بإحضاره فلما حضر وجد حواسه كلها سالمة إلا البصر ، و [ وجد ]
ذهنه صافيا وقريحته تامة فسأله كيف ينبغي للإنسان يا جميل أن يكون ! قال : يجب أن
يكون قليل الصديق كثير العدو .
قال : أبدعت يا
جميل فقد أجمع الناس على أن كثرة الأصدقاء أولى .
فقال ليس الأمر
على ما ظنوا فإن الأصدقاء إذا كلفوا السعي في حاجة الإنسان لم ينهضوا بها كما يجب
وينبغي والمثل فيه [ هو قولهم ] " من كثرة الملاحين غرقت السفينة " فقال
أمير المؤمنين قد امتحنت هذا فوجدته صوابا فما منفعة كثرة الأعداء ! فقال : إن
الأعداء إذا كثروا يكون الإنسان أبدا متحرزا متحفظا أن ينطق بما يؤخذ عليه أو تبدر
منه زلة يؤخذ عليها فيكون أبدا على هذه الحالة سليما من الخطايا والزلل . فاستحسن
ذلك [ منه ] أمير المؤمنين عليه السلام .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 34 / صفحة [ 344 ]
تاريخ النشر : 2025-10-30