أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/محبة أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام علي (عليه السلام)
روى القناد عن
أبي مريم الأنصاري عن علي عليه السلام قال : لا يحبني كافر ولا ولد زنا .
قال : وروى أبو
غسان النهدي قال : دخل قوم من الشيعة على علي في الرحبة وهو على حصير خلق فقال [
لهم ] : ما جاء بكم ؟ قالوا : حبك يا أمير المؤمنين . قال : أما إنه من أحبني رآني
حيث يحب أن يراني ، ومن أبغضني رآني حيث يكره أن يراني .
ثم قال : ما عبد
الله أحد قبلي إلا نبيه ، ولقد هجم أبو طالب علينا وأنا وهو ساجدان فقال : أوفعلتموها
؟ ثم قال لي : وأنا غلام : ويحك ، انصر ابن عمك ، ويحك لا تخذله . وجعل يحثني على
مؤازرته ومكانفته .
وروى جابر
الجعفي عن علي عليه السلام قال : من أحبنا أهل البيت فليستعد عدة للبلاء.
وروى أبو الأحوص
عن أبي حيان عن علي عليه السلام [ أنه ] قال : يهلك في رجلان: محب غال ، ومبغض قال
.
وروى حماد بن
صالح ، عن أيوب عن أبي كهمس عن علي عليه السلام قال : يهلك في ثلاثة : اللاعن ،
والمستمع المقر ، وحامل الوزر ، وهو الملك المترف الذي يتقرب إليه بلعني ، ويبرأ
عنده من ديني ، وينتقص عنده حسبي ، وإنما حسبي حسب رسول الله صلى الله عليه وآله
وديني دينه .
وينجو في ثلاثة
: من أحبني ، ومن أحب محبي ، ومن عادى عدوي .
فمن أشرب قلبه
بغضي ، أو ألب علي ، أو تنقصني ، فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل ، وأن الله عدو
للكافرين .
وروى أبو صادق
عن ربيعة بن ناجد عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن فيك لشبها من عيسى بن مريم ، أحبته النصارى حتى أنزلته بالمنزلة التي ليست له ،
وأبغضته اليهود حتى بهتت أمه .
قال [ ابن أبي
الحديد ] : وروى شيخنا أبو القاسم البلخي عن سلمة بن كهيل عن المسيب بن نجبة قال
بينا علي عليه السلام يخطب إذ قام أعرابي فصاح : وامظلمتاه ! فاستدناه علي عليه
السلام فلما دنا [ منه ] قال [ له ] : إنما لك مظلمة واحدة ، وأنا قد ظلمت عدد
المدر والوبر !
قال : وفي رواية
عباد بن يعقوب أنه دعاه فقال له : ويحك وأنا والله مظلوم ، هات فلندع على من ظلمنا
.
وروى سدير
الصيرفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال : اشتكى علي شكاية فعاده أبو بكر
وعمر ، وخرجا من عنده فأتيا النبي صلى الله عليه وآله فسألهما من أين جئتما ؟ قالا
: عدنا عليا . قال : كيف رأيتماه ؟ قالا : رأيناه لما به . فقال : كلا إنه لن يموت
حتى يوسع غدرا وبغيا ، وليكونن في هذه الأمة عبرة يعتبر به الناس من بعدي .
وروى عثمان بن
سعيد عن عبد الله الغنوي ، أن عليا عليه السلام خطب بالرحبة فقال : أيها الناس
إنكم قد أبيتم إلا أن أقولها : فورب السماء والأرض إن من عهد النبي الأمي [ إلي ]
" أن الأمة ستغدر بك بعدي " .
وروى هشيم بن
بشير عن إبراهيم بن سالم مثله .
وروى أهل الحديث
هذا الخبر بهذا اللفظ أو بقريب منه .
وروى أبو جعفر
الإسكافي أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام فوجد عليا
نائما فذهبت تنبهه فقال : دعيه فرب سهر له بعدي طويل ، ورب جفوة لأهل بيتي من أجله
شديدة . فبكت [ فاطمة ] فقال لا تبكي فإنكما معي وفي موقف الكرامة عندي .
وروى الناس كافة
أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له : هذا وليي وأنا وليه ، عاديت من عاداه
وسالمت من سالمه ، أو نحو هذا اللفظ .
وروى محمد بن
عبد الله بن أبي رافع عن زيد بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
لعلي عليه السلام : عدوك عدوي ، وعدوي عدو الله عز وجل .
وروى يونس بن
خباب عن أنس بن مالك قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب
معنا ، فمررنا بحديقة فقال علي : يا رسول الله ألا ترى ما أحسن هذه الحديقة ! فقال
: إن حديقتك في الجنة أحسن منها، حتى مررنا بسبع حدائق يقول علي عليه السلام ما
قاله ، ويجيبه رسول الله صلى الله عليه وآله بما أجابه .
ثم إن رسول الله
صلى الله عليه وآله وقف فوقفنا [ حوله ] ، ووضع رأسه على رأس علي عليه السلام وبكى
. فقال : ما يبكيك يا رسول الله قال : ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى
يفقدوني فقال : يا رسول الله أفلا أضع سيفي على عاتقي فأبيد خضراءهم ؟ قال : بل
تصبر . قال : فإن صبرت ؟ قال : تلاقي جهدا .
قال أفي سلامة
من ديني ؟ قال : نعم قال : فإذا لا أبالي .
وروى جابر
الجعفي عن محمد بن علي عليه السلام قال : قال علي عليه السلام : ما رأيت مذ بعث
الله محمدا رخاء ، لقد أخافتني قريش صغيرا ، وأنصبتني كبيرا ، حتى قبض رسول الله
صلى الله عليه وآله ، فكانت الطامة الكبرى ، والله المستعان على ما تصفون .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 34 / صفحة [ 336 ]
تاريخ النشر : 2025-10-30