أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أحاديث وروايات عامة/الإمام علي (عليه السلام)
كتاب الغارات
بإسناده عن علي بن النعمان قال : قال علي عليه السلام : لئن ملكت لأرمينه بالحجارة
. يعني المغيرة [ بن شعبة ] وكان ينتقص عليا عليه السلام .
وعن جندب بن عبد
الله قال : ذكر المغيرة بن شعبة عند علي عليه السلام فقال : وما المغيرة ؟ إنما
كان سبب إسلامه لفجرة وغدرة المطمئنين إليها ركبها منهم فهرب ، فأتى النبي صلى
الله عليه وآله كالعائذ بالإسلام والله ما رأى [ أحد ] عليه من ادعاء الإسلام خضوع
ولا خشوع .
ألا وإنه كان من
ثقيف فراعنة يجانبون الحق ويسعرون نيران الحرب ويوازرون الظالمين .
ألا لأن ثقيفا
قوم غدر لا يوفون بعهد ، يبغضون العرب ، كأنهم ليسوا منهم ولرب صالح قد كان فيهم
منهم عروة بن مسعود وأبو عبيد بن مسعود .
وأما الوليد بن
عقبة فهو الذي سماه الله في كتابه فاسقا ، وهو أحد الصبية الذين بشرهم النبي صلى
الله عليه وآله بالنار و [ قد ] قال شعرا يرد على النبي صلى الله عليه وآله قوله
حيث قال في علي عليه السلام : " إن تولوه تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق
المستقيم " فقال [ الوليد في رد هذا القول ] : فإن يك قد ضل البعير بحمله *
فلم يك مهديا ولا كان هاديا فهو من مبغضي علي عليه السلام وأعدائه وأعداء النبي
صلى الله عليه وآله ، لأن أباه قتله النبي صلى الله عليه وآله بيد علي صبرا يوم
بدر بالصفراء .
وعن مغيرة الضبي
قال : مر ناس بالحسن بن علي عليه السلام وهم يريدون عيادة الوليد بن عقبة ، وهو في
علة شديدة ، فأتاه الحسن عليه السلام معهم عائدا ، فقال للحسن عليه السلام :
" أتوب إلى الله مما كان بيني وبين جميع الناس ، إلا ما كان بيني وبين أبيك !
" يقول : أي لا أتوب منه .
قال إبراهيم :
ولحق بمعاوية يزيد بن حجية ، ووائل بن حجر الحضرمي ، ومصقلة بن هبيرة الشيباني ،
والقعقاع بن شور ، وطارق بن عبد الله ، والنجاشي الشاعر .
وكان أصحابه لما
نزل بقلوبهم من الفتنة والبلاء والركون إلى الدنيا ، يغدرون ويختانون مال الخراج
ويهربون إلى معاوية .
وعن الأعمش قال
: كان علي عليه السلام يوليهم الولاية والأعمال فيأخذون [ ما يقدرون عليه من
الأموال ] ويهربون إلى معاوية ، منهم المنذر بن الجارود العبدي .
قال : كان علي
عليه السلام ولى المنذر بن الجارود فارسا فاحتاز مالا من الخراج . قال : [ و ] كان
المال أربع مائة ألف درهم ، فحبسه علي عليه السلام فشفع فيه صعصعة بن صوحان إليه
عليه السلام ، وقام بأمره وخلصه ، وكان صعصعة من مناصحيه عليه السلام .
قال الأسود بن
قيس : جاء علي بن أبي طالب عليه السلام عائدا صعصعة فدخل عليه فقال له : يا صعصعة
لا تجعلن عيادتي إليك أبهة على قومك . فقال : لا والله يا أمير المؤمنين ، ولكن
نعمة وشكرا . فقال له علي عليه السلام : إن كنت ما علمت لخفيف المؤنة عظيم المعونة
. فقال صعصعة : وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمت بكتاب الله لعليم ، وإن الله
في صدرك لعظيم ، وإنك بالمؤمنين لرؤف رحيم.
ومنهم يزيد بن
حجية .
أقول : وذكر
أحواله وأحوال جماعة من الفارين الخاذلين ، أوردنا [ سابقا ] أحوالهم برواية ابن
أبي الحديد عنه وعن غيره .
ثم قال [ صاحب
الغارات ] ومنهم الهجنع عبد الله بن عبد الرحمان بن مسعود الثقفي شهد مع علي عليه
السلام صفين ، وكان في أول أمره مع معاوية ثم صار إلى علي ثم رجع بعد إلى معاوية
سماه علي عليه السلام الهجنع . والهجنع : الطويل .
ومنهم القعقاع
بن شور ، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن [ أبي ] إسحاق الشيباني قال : قال علي عليه
السلام : تسألوني المال وقد استعملت القعقاع بن شور على كسكر ، فأصدق امرأته بمائة
ألف ؟ ! وأيم الله لو كان كفوا [ لها ] ما أصدقها ذلك !
وعن ميسرة قال :
قال علي عليه السلام : قاتلوا أهل الشام مع كل إمام بعدي .
وعن الواقدي قال
: إن عمرو بن ثابت الذي روى عن أبي أيوب حديث " ستة أيام من شوال " كان
يركب بالشام في القرى ، فإذا دخل قرية جمع أهلها ثم يقول : أيها الناس إن علي بن
أبي طالب كان رجلا منافقا ، أراد أن ينفر برسول الله صلى الله عليه ليلة العقبة
فالعنوه . قال فيلعنه أهل تلك القرى ثم يسير إلى الأخرى ، فيأمرهم بمثل ذلك .
وعن الحسن بن
الحر قال : لقيت مكحولا فإذا هو مملوء بغضا لعلي عليه السلام ، فلم أزل به حتى لان
أو سكن .
وعن محمد بن عبد
الله بن قارب قال : إني عند معاوية لجالس إذ جاء أبو موسى فقال : السلام عليك يا
أمير المؤمنين . قال [ معاوية ] : وعليك السلام .
فلما تولى قال :
والله لا يلي على اثنين حتى يموت .
وكان أبو بكرة [
نفيع بن الحارث ] لما قدم علي عليه السلام البصرة لقي الحسن بن أبي الحسن ، وهو
متوجه نحو علي عليه السلام فقال [ له ] : إلى أين ؟
قال : إلى علي
عليه السلام . قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ستكون بعدي فتنة
النائم فيها خير من القاعد ، والقاعد فيها خير من القائم .
[ قال الحسن : ]
فلزمت بيتي ، فلما كان بعد لقيت جابر بن عبد الله وأبا سعيد فقالوا : أين كنت .
فحدثتهم بما قال أبو بكرة فقالوا : لعن الله أبا بكرة إنما قال النبي صلى الله
عليه وآله [ ذلك ] لأبي موسى : " تكون بعدي فتنة أنت فيها نائم خير منك قاعد
، وأنت فيها قاعد خير منك ساع " .
وقال : لما دخل
معاوية الكوفة دخل أبو هريرة المسجد ، فكان يحدث ويقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وقال أبو القاسم وقال خليلي .
فجاءه شاب من
الأنصار يتخطا الناس حتى دنا منه ، فقال : يا أبا هريرة حديث أسألك عنه فإن كنت
سمعته من النبي صلى الله عليه وآله حدثنيه ، أنشدك بالله [ أ ] سمعت النبي صلى
الله عليه وآله يقول لعلي : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه " . قال أبو هريرة : نعم والذي لا إله إلا هو لسمعته من النبي
صلى الله عليه يقول لعلي : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه " . فقال له الفتى : لقد والله واليت عدوه وعاديت وليه !
[ قال : ]
فتناول بعض الناس الشاب بالحصى ، وخرج أبو هريرة فلم يعد إلى المسجد حتى خرج من
الكوفة .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 34 / صفحة [ 322 ]
تاريخ النشر : 2025-10-29