أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
كتاب الغارات عن
قدم الضبي قال : بعث علي عليه السلام إلى لبيد بن عطارد التميمي ليجاء به ، فمر [
الذي أخذه إلى أمير المؤمنين ] بمجلس من مجالس بني أسد وفيه نعيم بن دجاجة ، فقام
نعيم فخلص الرجل ، فأتوا أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا : أخذنا الرجل فمررنا
به على نعيم بن دجاجة فخلصه - وكان نعيم من شرطة الخميس - فقال : علي بنعيم . [
فأتى به ] فأمر به أن يضرب ضربا مبرحا ، فلما ولوا به [ إلى السجن ] قال : يا أمير
المؤمنين ! إن المقام معك لذل وإن فراقك كفر .
قال : إنه لكذاك
؟ قال : نعم . قال : خلوا سبيله .
وعن الفضل بن
دكين عن الحسن بن حي عن ابن أبي ليلى قال : إن عليا عليه السلام رزق شريحا القاضي
خمس مائة .
وعن إسماعيل بن
أبان عن عمرو بن شمر عن سالم الجعفي عن الشعبي قال : وجد علي عليه السلام درعا له
عند نصراني فجاء به إلى شريح يخاصمه إليه ، [ فلما نظر إليه ] ذهب يتنحى ، فقال :
مكانك . وجلس إلى جنبه وقال : يا شريح أما لو كان خصمي مسلما ما جلست إلا معه ،
ولكنه نصراني ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كنتم وإياهم في طريق فالجؤهم
إلى مضائقة ، وصغروا بهم كما صغر الله بهم في غير أن تظلموا .
ثم قال علي عليه
السلام : إن هذه درعي لم أبع ولم أهب . فقال النصراني : ما الدرع إلا درعي ، وما
أمير المؤمنين عندي بكاذب .
فالتفت شريح إلى
علي عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين هل من بينة ؟
قال : لا . فقضى
بها [ شريح ] للنصراني .
[ فأخذها
النصراني ] فمشى هنيئة ثم أقبل ، فقال : أما أنا فأشهد أن هذه أحكام النبيين ، [
أمير المؤمنين ] يمشي إلى قاضيه وقاضيه يقضي عليه ! أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، الدرع والله درعك يا أمير المؤمنين . قال :
أما إذا أسلمت فهي لك وحمله على فرس .
قال الشعبي :
فأخبرني من رآه يقاتل مع علي عليه السلام الخوارج بالنهروان .
وعن أبي عمرو
الكندي قال : كنا ذات يوم عند علي فوافق الناس منه طيب نفس ومزاج ، فقالوا : يا
أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك . قال : عن أي أصحابي تسألونني ؟ قالوا : عن أصحاب
محمد صلى الله عليه وآله . قال : كل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أصحابي ، فعن
أيهم تسألونني ؟ قالوا : عن الذين رأيناك تلطفهم بذكرك وبالصلاة عليهم دون القوم .
قال : عن أيهم ؟ قالوا : حدثنا عن عبد الله بن مسعود قال : قرأ القرآن وعلم السنة
- وكفى بذلك - .
قالوا : فوالله
ما درينا بقوله : " وكفى بذلك " كفى بقراءة القرآن وعلم السنة ؟ أم كفى
بعبد الله ؟ .
قال : فقلنا :
حدثنا عن أبي ذر . قال : كان يكثر السؤال فيعطي ويمنع ، وكان شحيحا حريصا على دينه
، حريصا على العلم الجزم ، قد ملئ في وعاء له حتى امتلأ وعاؤه علما عجز فيه .
قال
: فوالله ما درينا بقوله : " عجز فيه " أعجز عن كشفه ما كان عنده ؟ أو
عجز عن مسألته ؟ .
قلنا : حدثنا عن
حذيفة بن اليمان قال : علم أسماء المنافقين ، وسأل عن المعضلات حين غفل [ غيره ]
عنها ، ولو سألوه لوجدوه بها عالما .
قالوا : فحدثنا
عن سلمان الفارسي قال : من لكم بمثل لقمان الحكيم ! ؟
وذلك امرؤ منا
وإلينا أهل البيت ، أدرك العلم الأول وأدرك العلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول وقرأ
الكتاب الآخر بحر لا ينزف .
قلنا : فحدثنا
عن عمار بن ياسر قال : ذلك امرء خالط الله الإيمان بلحمه ودمه وشعره وبشره حيث زال
[ الحق ] زال معه ، ولا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا .
قلنا : فحدثنا
عن نفسك قال : مهلا ، نهانا الله عن التزكية . [ ف ] قال له رجل : فإن الله يقول :
( وأما بنعمة ربك فحدث ) [ 11 / الضحى : 93 ] قال : فإني أحدث بنعمة ربي .
كنت والله إذا
سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت ، وإن تحت الجوانح مني علما جما فاسألوني .
فقام إليه ابن
الكواء . فسأله عن مسائل أوردناها في محالها [ من هذا الكتاب ] .
وعن النعمان بن
سعد قال : رأيت عليا عليه السلام على المنبر يقول : أين الثمودي ؟ فطلع الأشعث
فأخذ كفا من الحصا وضرب وجهه فأدماه ، وانجفل وانجفل الناس معه ويقول : ترحا لهذا
الوجه ترحا لهذا الوجه .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 34 / صفحة [ 315 ]
تاريخ النشر : 2025-10-29