أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الأنصاف والعدل والظلم بين الناس /الإمام علي (عليه السلام)
علي بن إبراهيم
عن أبيه ومحمد بن علي ، جميعا عن إسماعيل بن مهران وأحمد بن محمد بن أحمد عن علي
بن الحسن التيمي ، وعلي بن الحسين عن أحمد بن محمد بن خالد ، جميعا عن إسماعيل بن
مهران عن المنذر بن جيفر عن الحكم بن ظهير عن عبد الله بن حريز العبدي . عن الأصبغ
بن نباتة قال : أتى أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن عمر وولد أبي بكر وسعد
بن أبي وقاص يطلبون منه التفضيل لهم ، فصعد المنبر ومال الناس إليه فقال : الحمد
لله ولي الحمد ومنتهى الكرم ، لا تدركه الصفات ولا يحد باللغات ولا يعرف بالغايات
.
وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا رسول الله نبي الهدى وموضع التقوى
ورسول الرب الأعلى ، جاء بالحق من عند الحق لينذر بالقرآن المبين والبرهان
المستنير فصدع بالكتاب المبين ومضى على ما مضت عليه الرسل الأولون .
أما بعد أيها
الناس ! فلا تقولن رجال قد كانت الدنيا غمرتهم فاتخذوا العقار وفجروا الأنهار
وركبوا أفره الدواب ولبسوا ألين الثياب ، فصار ذلك عليهم عارا وشنارا إن لم يغفر
لهم الغفار إذا منعتهم ما كانوا فيه يخوضون ، وصيرتهم إلى ما يستوجبون فيفقدون ذلك
فيسألون : " ظلمنا ابن أبي طالب وحرمنا ومنعنا حقوقنا " . فالله عليهم
المستعان .
من استقبل
قبلتنا وأكل ذبيحتنا وآمن بنبينا وشهد شهادتنا ودخل في ديننا ، أجرينا عليه حكم
القرآن بحدود الإسلام ، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى .
ألا وإن للمتقين
عند الله أفضل الثواب وأحسن الجزاء والمآب ، لم يجعل الله تبارك وتعالى الدنيا
للمتقين ثوابا ، وما عند الله خير للأبرار .
أنظروا أهل دين
الله ! فيما أصبتم في كتاب الله ، وتركتم عند رسول الله صلى الله وجاهدتم به في
ذات الله ، أبحسب أم بنسب ؟ أم بعمل أم بطاعة أم زهادة ؟ وفيما أصبحتم فيه راغبين
.
فسارعوا إلى
منازلكم رحمكم الله ، التي أمرتم بعمارتها العامرة التي لا تخرب والباقية التي لا
تنفد ، التي دعاكم [ الله ] إليها وحضكم عليها ورغبكم فيها ، وجعل الثواب عنده
عنها .
فاستتموا نعم
الله عز ذكره بالتسليم لقضائه ، والشكر على نعمائه ، فمن لم يرض بهذا فليس منا ولا
إلينا ، وإن الحاكم يحكم بكتاب الله ولا خشية عليه من ذلك ، أولئك هم المفلحون .
وفي نسخة [ من
كتاب الكافي ] " ولا وحشة وأولئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".
وقال [ عليه
السلام : ] وقد عاتبتكم بدرتي التي أعاتب بها أهلي فلم تبالوا ، وضربتكم بسوطي الذي
أقيم به حدود ربي فلم ترعووا ، أتريدون أن أضربكم بسيفي ؟
أما إني أعلم
الذي تريدون ويقيم أودكم ، ولكن لا أشري صلاحكم بفساد نفسي ، بل يسلط الله عليكم
قوما فينتقم لي منكم ، فلا دنيا استمتعتم بها ولا آخرة صرتم إليها ، فبعدا وسحقا
لأصحاب السعير .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 34 / صفحة [ 203 ]
تاريخ النشر : 2025-10-27