أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أحاديث وروايات عامة/الإمام علي (عليه السلام)
من كلام له عليه
السلام قاله لأصحابه في وقت الحرب وأي امرء منكم أحس من نفسه رباطة جأش عند اللقاء
ورأي من أحد من إخوانه فشلا فليذب عن أخيه بفضل نجدته التي فضل بها عليه كما يذب
عن نفسه فلو شاء الله لجعله مثله.
إن الموت طالب
حثيث لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب ، إن أكرم الموت القتل والذي نفس ابن أبي
طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على الفراش.
ومنه : وكأني
أنظر إليكم تكشون كشيش الضباب لا تأخذون حقا ولا تمنعون ضيما قد خليتم والطريق
فالنجاة للمقتحم والهلكة للمتلوم.
ومنه : فقدموا
الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على الأضراس فإنه أنبى للسيوف عن الهام والتووا في
أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة وغضوا الابصار فإنه أربط للجأش وأسكن للقلوب
وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل ورأيتكم فلا تميلوها ولا تخلوها ولا تجعلوها إلا
بأيدي شجعانكم والمانعين الدمار منكم فإن الصابرين على نزول الحقائق هم الذين
يحفون براياتهم ويكتنفونها حفافيها ووراءها وأمامها لا يتأخرون عنها فيسلموها ولا
يتقدمون عليها فيفردوها . أجزأ امرء قرنه وآسى أخاه بنفسه ولم يكل قرنه إلى أخيه
فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه.
وأيم الله لئن
فررتم من سيف العاجلة لا تسلموا من سيف الآخرة أنتم لهاميم الهرب والسنام الأعظم
إن في الفرار مجدة الله والذل اللازم والعار الباقي وإن الفار لغير مزيد في عمره
ولا محجوز بينه وبين يومه.
من رائح إلى
الله كالظمآن يرد الماء ؟ الجنة تحت أطراف العوالي اليوم تبلى الاخبار والله لأنا
أشوق إلى لقائهم منهم إلى ديارهم.
اللهم فإن ردوا
الحق فافضض جماعتهم وشتت كلمتهم وأبسلهم بخطاياهم إنهم لن يزولوا عن مواقفهم دون
طعن دراك يخرج منه النسيم وضرب يفلق الهام ويطيح العظام ويندر السواعد والاقدام
وحتى يرموا بالمناسر تتبعها المناسر ويرجموا بالكتائب تقفوها الجائب وحتى يجر
ببلادهم الخميس يتلوه الخميس وحتى تدعق الخيول في نواحر أرضهم وبأعنان مساربهم
ومسارحهم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 33 / صفحة [ 454 ]
تاريخ النشر : 2025-10-20