قال عبد الحميد
بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني
في كتاب الاحداث قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت
الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل
منبر يلعنون عليا ويبرؤن منه ويقعون فيه وفي أهل بيته.
وساق الخبر نحوا
مما مر إلى أن قال:
فلم يزل الامر
كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه السلام فازداد البلاء والفتنة فلم يبق أحد من هذا
القبيل إلا خائف على دمه أو طريد في الارض. ثم تفاقم الامر بعد قتل الحسين عليه
السلام وولى عبد الملك بن مروان فاشتد الامر على الشيعة وولى عليهم الحجاج بن يوسف
فتقرب إليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض علي عليه السلام وموالاة أعدائه [وموالاة
من يدعي من الناس أنهم أيضا أعداؤه] فأكثروا في الرواية في فضلهم وسوابقهم
ومناقبهم وأكثروا من النقص من علي عليه السلام وعيبه والطعن فيه والشنآن له حتى أن
إنسانا وقف للحجاج ويقال: أنه جد الاصمعي عبد الملك بن قريب فصاح بن أيها الامير
إن أهلي عقوني وسموني عليا وإني فقير بائس وأنا إلى صلة الامير محتاج فتضاحك له
الحجاج وقال: للطف ما توسلت به قد وليتك موضع كذا.
وقد روى ابن
عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا
الخبر وقال: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني امية
تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنف بني هاشم.
										  
							           							                المصدر :
المصدر : بحار الأنوار
 المؤلف  :
المؤلف  : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
 الجزء والصفحة  :
الجزء والصفحة  : جزء 33 / صفحة [ 191 ]
   تاريخ النشر  :
  تاريخ النشر  :  2025-10-11