عن عبد الرحمن
بن جندب [ظ] قال: لما أقبل الناس مع أمير المؤمنين عليه السلام من صفين أقبلنا معه
فأخذ طريقا غير طريقنا الذي أقبلنا فيه حتى إذا جزنا النخيلة ورأينا أبيات الكوفة
إذا شيخ جالس في ظل بيت على وجهه أثر المرض فأقبل إليه أمير المؤمنين ونحن معه حتى
سلم عليه وسلمنا معه فرد ردا حسنا فظننا أنه قد عرفه فقال له أمير المؤمنين عليه
السلام: ما لي أرى وجهك منكسرا مصفارا فمم ذاك أمن مرض ؟ فقال: نعم. فقال: لعلك
كرهته ؟ فقال: ما أحب أنه يعتريني ولكن احتسب الخير فيما أصابني قال: فابشر برحمة
الله وغفران ذنبك فمن أنت يا عبد الله ؟ قال: أنا صالح بن سليم. قال: ممن ؟ قال:
أما الاصل فمن سلامان بن طي وأما الجوار والدعوة فمن بني سليم بن منصور فقال أمير
المؤمنين عليه السلام: ما أحسن اسمك واسم أبيك واسم أجدادك واسم من اعتزيت إليه فهل
شهدت معنا غزاتنا هذه ؟ فقال: لا ولقد أردتها ولكن ما ترى في من لجب الحمى خذلني
عنها.
فقال أمير
المؤمنين: * (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون) * إلى آخر
الآية [91 / من سورة البراءة] [ثم قال: فخبرني] ما قول الناس فيما بيننا وبين أهل
الشام ؟ قال: منهم المسرور والمحبور فيما كان بينك وبينهم وهم أغش الناس لك. فقال
له: صدقت قال: ومنهم الكاسف: لآسف لما كان من ذلك وأولئك نصحاء الناس لك فقال له:
صدقت جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع على
العبد ذنبا إلا حطه وإنما الاجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل وإن الله
ليدخل بصدق النية والسريرة الصالحة [عالما] جما من عباده الجنة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 33 / صفحة [ 43 ]
تاريخ النشر : 2025-09-11