كتب التفسير/تفسير علي بن إبراهيم(تفسير القمي)/الامامة
محمد بن القاسم
بن عبيد الكندي ، عن عبد الله بن عبد الفارس ، عن محمد بن علي ، عن أبي عبد الله
عليه السلام في قوله : ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ ) عن
الإيمان بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام : ( الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ
) يعني الثاني. وقوله : ( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما
نَزَّلَ اللهُ ) هو ما افترض الله على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام :
( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) قال : دعوا بني أمية إلى ميثاقهم أن لا
يصيروا لنا الأمر بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا يعطونا من الخمس شيئا ،
وقالوا : إن أعطيناهم الخمس استغنوا به ، فقالوا : ( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ
الْأَمْرِ ) لا تعطوهم من الخمس شيئا ، فأنزل الله على نبيه : ( أَمْ أَبْرَمُوا
أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ
وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ).
وقال علي بن
إبراهيم في قوله : ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما
تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ) نزلت في الذين نقضوا عهد الله في أمير المؤمنين عليه السلام
( الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ ) .. أي هين لهم ، وهو فلان ، ( وَأَمْلى لَهُمْ )
.. أي بسط لهم أن لا يكون مما قال محمد شيئا ( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا
لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) يعني في أمير المؤمنين عليه السلام : (
سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) يعني في الخمس أن لا يردوه في بني هاشم : (
وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ ) قال الله : ( فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ
الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ ) بنكثهم وبغيهم وإمساكهم
الأمر بعد أن أبرم عليهم إبراما ، يقول : إذا ماتوا ساقتهم الملائكة إلى النار
فيضربونهم من خلفهم ومن قدامهم ( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ
) يعني موالاة فلان وفلان وظالمي أمير المؤمنين عليه السلام ( فَأَحْبَطَ
أَعْمالَهُمْ ) يعني الذي عملوها من الخير : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ
اللهِ ) ، قال : عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( وَشَاقُّوا الرَّسُولَ ) .. أي
قطعوه في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له ..
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 163 ]
تاريخ النشر : 2025-08-12