المظفر العلوي ،
عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن محمد بن حاتم ، عن عبد الله بن حماد وسليمان بن
معبد ، هما عن عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن علوان بن داود بن صالح ،
عن صالح بن كيسان ، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، قال :
قال أبو بكر في مرضه الذي قبض فيه : أما إني لا آسى من الدنيا إلا على ثلاث فعلتها
، ووددت أني تركتها ، وثلاث تركتها وددت أني فعلتها ، وثلاث وددت أني كنت سألت
عنهن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أما التي وددت أني تركتها ، فوددت أني لم
أكن كشفت بيت فاطمة وإن كان علق على الحرب ، ووددت أني لم أكن حرقت الفجاءة وأني
قتلته سريحا أو أطلقته نجيحا ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في
عنق أحد الرجلين ـ عمر أو أبي عبيدة ـ فكان أميرا وكنت وزيرا.
وأما التي
تركتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا كنت ضربت عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه لم
ير صاحب شر إلا أعانه ، ووددت أني حين سيرت خالدا إلى أهل الردة كنت قدمت إلى قربه
فإن ظفر المسلمون ظفروا وإن هزموا كنت بصدد لقاء أو مدد ، ووددت أني كنت إذ وجهت
خالدا إلى الشام قذفت المشرق بعمر بن الخطاب
، فكنت بسطت يدي ـ يميني وشمالي ـ في سبيل الله.
وأما التي وددت
أني كنت سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وآله :فوددت أني كنت سألته فيمن هذا
الأمر فلم ننازعه أهله ، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب ،
ووددت أني كنت سألته عن ميراث الأخ والعم ، فإن في نفسي منها حاجة.
قال الصدوق رضي
الله عنه : إن يوم غدير خم لم يدع لأحد عذرا ، هكذا قالت سيدة النسوان فاطمة
عليها السلام لما منعت من فدك وخاطبت الأنصار فقالوا : يا بنت محمد! لو سمعنا هذا
الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ما عدلنا بعلي أحدا. فقالت : وهل ترك أبي يوم غدير
خم لأحد عذرا؟!.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 123 ]
تاريخ النشر : 2025-08-10