إرشاد القلوب :
بحذف الأسانيد ، قيل : لما كان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله دخل
يهودي المسجد فقال : أين وصي رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فأشاروا إلى أبي
بكر ، فوقف عليه وقال : إني أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي.
فقال أبو بكر : سل عما بدا لك؟ فقال اليهودي : أخبرني عما ليس لله؟ وعما ليس عند
الله؟ وعما لا يعلمه الله؟.
فقال أبو بكر :
هذه مسائل الزنادقة ، يا يهودي! أوفي السماء شيء لا يعلمه الله؟ وهم به المسلمون ـ
وكان في القوم ابن عباس ـ فقال : ما أنصفتم الرجل؟!. قال أبو بكر : أوما سمعت ما
تكلم به؟. فقال ابن عباس : إن كان عندكم جواب وإلا فاذهبوا به إلى من يجيبه ، فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام : اللهم
اهد قلبه وثبت لسانه.
قال : فقام أبو
بكر ومن حضر من المهاجرين والأنصار فأتوا عليا عليه السلام ، فاستأذنوا عليه ،
فدخلوا ، فقال أبو بكر : يا أبا الحسن! إن هذا اليهودي سألني عن مسائل الزنادقة.
قال : فقال علي
عليه السلام لليهودي : ما تقول يا يهودي؟ قال : إني أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا
نبي أو وصي نبي.
فقال عليه السلام
: سل ، يا يهودي! فأنبئك به. قال : أخبرني عما ليس لله؟ وعما ليس عند الله؟ وعما
لا يعلمه الله؟.
قال عليه السلام
: أما قولك عما ليس لله ، فليس لله شريك ، وأما قولك عما ليس عند الله ، فليس عند
الله ظلم للعباد ، وأما قولك عما لا يعلمه الله ، فذلك قولكم إن عزيرا ابن الله ،
والله لا يعلم أن له ولدا. فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول
الله ، وأنك وصيه.
فقام أبو بكر
ومن معه من المهاجرين فقبلوا رأس علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : يا مفرج
الكروب.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 85 ]
تاريخ النشر : 2025-08-09