الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الثلاثاء ٢٦ محرم ١٤٤٧هـ المصادف ۲۲ تموز۲۰۲٥م

أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر
أحاديث وروايات عامة
أحداث الظهور وآخر الزمان
الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس
الأخلاق والآداب
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
التقوى والعمل والورع واليقين
التقية
التوبة والاستغفار
الجنة والنار
الحب والبغض
الحديث والرواية
الخلق والخليقة
الدنيا
الذنب والمعصية واتباع الهوى
الشيعة
العقل
العلم والعلماء
الفتنة والفقر والابتلاء والامتحان
القلب
المعاشرة والمصاحبة والمجالسة والمرافقة
الموت والقبر والبرزخ
المؤمن
الناس واصنافهم
أهل البيت (عليهم السلام)
بلدان واماكن ومقامات
سيرة وتاريخ
عفو الله تعالى وستره ونعمته ورحمته
فرق وأديان
وصايا ومواعظ
مواضيع متفرقة
الفقه وقواعده
الاسراء والمعراج
الإيمان والكفر
الأنصاف والعدل والظلم بين الناس
الاسلام والمسلمين
الاطعمة والاشربة
أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/ظلامة أهل البيت (عليهم السلام) ومصائبهم والبكاء والحزن عليهم/الإمام الصادق (عليه السلام)
الامة من بعدي بمنزلة هارون ومن اتبعه والسامري ومن اتبعه...
تاريخ النشر : 2025-07-22
عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما ‌السلام : جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله؟ فقال : نعم كان الذي أنكر على أبي بكر اثنى عشر رجلا من المهاجرين : خالد بن سعيد بن العاص وكان من بني امية، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الاسود ، وعمار بن ياسر ، وبريدة الاسلمي، ومن الانصار أبو الهيثم بن التيهان ، وسهل وعثمان ابنا حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وابي بن كعب ، وأبو أيوب الانصاري.
قال : فلما صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لبعض : والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ، وقال الاخرون منهم : والله لئن فعلتم ذلك إذا لاعنتم على أنفسكم ، وقد قال الله عزوجل : « ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة » فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين عليه ‌السلام لنستشيره ونستطلع رأيه ، فانطلق القوم إلى أمير المؤمنين بأجمعهم فقالوا يا أمير المؤمنين تركت حقا أنت أحق به وأولى منه ، لانا سمعنا رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله يقول : « علي مع الحق والحق مع علي يميل مع الحق كيف مال » ولقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فجئناك نستشيرك ونستطلع رأيك فيما تأمرنا ، فقال أمير المؤمنين عليه ‌السلام : وأيم الله لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلا حربا ، ولكنكم كالملح في الزاد ، وكالكحل في العين ، وأيم الله لو فعلتم ذلك لأتيتموني شاهرين أسيافكم مستعدين للحرب والقتال إذا لاتوني فقالوا لي بايع وإلا قتلناك ، فلابد من أن أدفع القوم عن نفسي ، وذلك أن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله أوعز إلي قبل وفاته قال لي : يا أبا الحسن إن الامة ستغدر بك بعدي ، وتنقض فيك عهدي ، وإنك مني بمنزلة هارون من موسى ،  وإن الامة من بعدي بمنزلة هارون ومن اتبعه والسامري ومن اتبعه ، فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ فقال : إن وجدت أعوانا فبادر إليهم وجاهدوهم إن لم تجد أعوانا كف يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما.
ولما توفي رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله اشتغلت بغلسه وتكفينه والفراغ من شأنه ثم آليت يمينا أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمع القرآن ففعلت ، ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين فدرت على أهل بدر وأهل السابقة فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إلا أربعة رهط منهم سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر ولقد راودت في ذلك تقييد بينتي ، فاتقوا الله على السكوت لما علمتم من وغر صدور القوم ، وبغضهم لله ولرسوله ولأهل بيت نبيه صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ، فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول رسولكم صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ليكون ذلك أوكد للحجة ، وأبلغ للعذر ، وأبعد لهم من رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله‌ وسلم إذا وردوا عليه.
فسار القوم حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وكان يوم الجمعة ، فلما صعد أبو بكر المنبر قال المهاجرون للأنصار تقدموا فتكلموا ، وقال الانصار للمهاجرين بل تكلموا أنتم! فان الله عزوجل أدناكم في كتابه إذ قال الله « لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والانصار » قال أبان : فقلت له : يا ابن رسول الله إن العامة لا تقرأ كما عندك ، فقال : وكيف تقرء يا أبان؟ قال : قلت : إنها تقرء « لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار » فقال : ويلهم وأي ذنب كان لرسول الله (ص) حتى تاب الله عليه منه ، إنما تاب الله به على امته.
فأول من تكلم به خالد بن سعيد بن العاص ثم باقي المهاجرين ثم من بعدهم الانصار ، وروي أنهم كانوا غيبا عن وفات رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله فقدموا وقد تولى أبو بكر وهم يومئذ أعلام مسجد رسول الله (ص) فقام خالد بن سعيد بن العاص وقال :  اتق الله يا أبا بكر فقد علمت أن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله قال ـ ونحن محتوشوه يوم قريظة حين فتح الله له وقد قتل علي يومئذ عدة من صناديد رجالهم ، وأولي البأس والنجدة منهم : يا معاشر المهاجرين والانصار إني موصيكم بوصية فاحفظوها ومودعكم أمرا فاحفظوه ، ألا إن علي بن أبي طالب عليه ‌السلام أميركم بعدي ، وخليفتي فيكم ، بذلك أوصاني ربي ألا وإنكم إن لم تحفظوا فيه وصيتي وتوازروه وتنصروه ، اختلفتم في أحكامكم ، واضطرب عليكم أمر دينكم ، ووليكم شراركم ألا إن أهل بيتي هم الوارثون لأمري ، والعالمون بأمر أمتي من بعدي اللهم من أطاعهم من أمتي وحفظ فيهم وصيتي فاحشرهم في زمرتي ، واجعل لهم نصيبا من مرافقتي ، يدركون به نور الاخرة ، اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فاحرمه الجنة التي عرضها كعرض السماء والارض.
فقال له عمر بن الخطاب : اسكت يا خالد! فلست من أهل المشورة ، ولا ممن يقتدى برأيه ، فقال خالد : اسكت يا ابن الخطاب فانك تنطق عن لسان غيرك ،  وأيم الله لقد علمت قريش أنك من ألأمها حسبا وأدناها منصبا وأخسها قدرا وأخملها ذكرا وأقلهم غناء عن الله ورسوله ، وإنك لجبان في الحروب ، بخيل بالمال لئيم العنصر ، مالك في قريش من فخر ، ولا في الحروب من ذكر ، وإنك في هذا الامر بمنزلة الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين ، فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ، فأبلس عمر ، وجلس خالد بن سعيد.
ثم قام سلمان الفارسي وقال : كرديد ونكرديد [ وندانيد جه كرديد اى فعلتم ولم تفعلوا [ وما علمتم ما فعلتم ] وامتنع من البيعة قبل ذلك حتى وجيء عنقه ، فقال : يا أبا بكر إلى من تسند أمرك ، إذا نزل بك ما لا تعرفه وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلمه ، وما عذرك في تقدم من هو أعلم منك وأقرب إلى رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وأعلم بتأويل كتاب الله عزوجل ، وسنة نبيه ، ومن قدمه النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله في حياته ، وأوصاكم به عند وفاته ، فنبذتم قوله ، وتناسيتم وصيته ، واخلفتم الوعد ، ونقضتم العهد ، وحللتم العقد الذي كان عقده عليكم من النفوذ تحت راية اسامة بن زيد، حذرا من مثل ما أتيتموه ، وتنبيها للامة على عظيم ما اجترحتموه من مخالفة أمره ، فعن قليل يصفو لك الامر وقد أثقلك الوزر ونقلت إلى قبرك ، وحملت معك ما اكتسبت يداك، فلو راجعت الحق من قرب وتلافيت نفسك ، وتبت إلى الله من عظيم ما اجترمت، كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم تفرد في حفرتك ويسلمك ذوو نصرتك ، فقد سمعت كما سمعنا ، ورأيت كما رأينا ، فلم يردعك ذلك عما أنت متشبث به من هذا الامر الذي لا عذر لك في تقلده ولا حظ للدين والمسلمين في قيامك به ، فالله الله في نفسك ، فقد أعذر من أنذر ، ولا تكن كمن أدبر واستكبر.
ثم قام أبو ذر فقال : يا معاشر قريش أصبتم قباحة وتركتم قرابة ، والله لترتدن جماعة من العرب ولتشكن في هذا الدين ، ولو جعلتم الامر في أهل بيت نبيكم ما اختلف عليكم سيفان ، والله لقد صارت لمن غلب ولتطمحن إليها عين من ليس من أهلها ، وليسفكن في طلبها دماء كثيرة ، فكان كما قال أبو ذر. ثم قال لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله قال : الامر بعدي لعلي ثم لابني الحسن والحسين ، ثم للطاهرين من ذريتي ، فأطرحتم قول نبيكم وتناسيتم ما عهد به إليكم ، فأطعتم الدنيا الفانية ، وبعتم الاخرة الباقية التي لا يهرم شبابها ، ولا يزول نعيمها ، ولا يحزن أهلها ، ولا تموت سكانها ، بالحقير التافه الفاني الزائل ، وكذلك الامم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها ، ونكصت على أعقابها ، وغيرت وبدلت ، واختلفت ، فساويتموهم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، وعما قليل تذوقون وبال أمركم ، وتجزون بما قدمت أيديكم ، وما الله بظلام للعبيد.
ثم قام المقداد بن الاسود وقال : ارجع يا أبا بكر عن ظلمك ، وتب إلى ربك ، والزم بيتك ، وابك على خطيئتك ، وسلم الامر لصاحبه الذي هو أولى به منك ، فقد علمت ما عقده رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله في عنقك من بيعته ، وألزمك من النفوذ تحت راية اسامة بن زيد وهو مولاه ، ونبه على بطلان وجوب هذا الامر لك ولمن عضدك عليه بضمه لكما إلى علم النفاق ومعدن الشنآن والشقاق عمرو بن العاص الذي أنزل الله تعالى فيه على نبيه (ص) « إن شانئك هو الابتر » ـ فلا اختلاف بين أهل العلم أنها نزلت في عمرو ـ وهو كان أميرا عليكما وعلى سائر المنافقين في الوقت الذي أنفذه رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله في غزاة ذات السلاسل وأن عمرا قلدكما حرس عسكره فمن الحرس إلى الخلافة؟ اتق الله وبادر الاستقالة قبل فوتها ، فان ذلك اسم لك في حياتك وبعد وفاتك ، ولا تركن إلى دنياك ، ولا تغررك قريش وغيرها ،  فعن قليل تضمحل عنك دنياك ، ثم تصير إلى ربك فيجزيك بعملك وقد علمت وتيقنت أن علي بن أبي طالب عليه ‌السلام صاحب هذا الامر بعد رسول الله (ص) فسلمه اليه بما جعله الله له ، فانه أتم لسترك وأخف لوزرك فقد والله نصحت لك إن قبلت نصحي، وإلى الله ترجع الامور.
ثم قام بريدة الأسلمي فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا لقي الحق من الباطل يا أبا بكر أنسيت أم تناسيت أم خدعتك نفسك : سولت لك الاباطيل أو لم تذكر ما أمرنا به رسول الله (ص) من تسمية علي عليه ‌السلام بإمرة المؤمنين ، والنبي بين أظهرنا ، وقوله في عدة أوقات : هذا أمير المؤمنين ، وقاتل القاسطين ، فاتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تدركها ، وأنقذها مما يهلكها ، واردد الامر إلى من هو أحق به منك ، ولا تتماد في اغتصابه ، وراجع وأنت تستطيع أن تراجع ، فقد محضتك النصح ، ودللتك على طريق النجاة ، فلا تكونن ظهيرا للمجرمين.
ثم قام عمار بن ياسر فقال : يا معاشر قريش يا معاشر المسلمين إن كنتم علمتم وإلا فاعلموا أن أهل بيت نبيكم أولى به وأحق بإرثه ، وأقوم بأمور الدين وآمن على المؤمنين ، وأحفظ لملته ، وأنصح لامته ، فمروا صاحبكم فليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم ، ويضعف أمركم ، ويظفر عدوكم ، ويظهر شتاتكم وتعظم الفتنة بكم ، وتختلفون فيما بينكم ، ويطمع فيكم عدوكم ، فقد علمتم أن بني هاشم أولى بهذا الامر منكم ، وعلي من بينهم وليكم بعهد الله ، وبرسوله ،  وفرق ظاهر قد عرفتموه في حال بعد حال عند سد النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله أبوابكم التي كانت إلى المسجد فسدها كلها غير بابه وإيثاره إياه بكريمته فاطمة دون سائر من خطبها إليه منكم ، وقوله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها ، وأنتم جميعا مصطرخون فيما أشكل عليكم من امور دينكم إليه ، وهو مستغن عن كل أحد منكم ، إلى ماله من السوابق التي ليست لأفضلكم عند نفسه ، فما بالكم تحيدون عنه ، وتغيرون على حقه ، وتؤثرون الحياة الدنيا على الاخرة ، بئس للظالمين بدلا أعطوه ما جعله الله له « ولا تتولوا عنه مدبرين ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ».
ثم قام أبي بن كعب فقال : يا أبا بكر لا تجحد حقا جعله الله لغيرك ولا تكن أول من عصى رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله في وصيه وصفيه ، وصدق عن أمره ،  اردد الحق إلى أهله تسلم ، ولا تتماد في غيك فتندم ، وبادر الانابة يخف وزرك ولا تخصص بهذا الامر الذي لم يجعله الله لك نفسك ، فتلقى وبال عملك ، فعن قليل تفارق ما أنت فيه ، وتصير إلى ربك ، فيسألك عما جنيت « وما ربك بظلام للعبيد ».
ثم قام خزيمة بن ثابت فقال : أيها الناس ألستم تعلمون أن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله قبل شهادتي وحدي ، ولم يرد معي غيري؟ قالوا بلى قال :  فأشهد أني سمعت رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله يقول : أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل وهم الائمة الذين يقتدى بهم ، وقد قلت ما علمت ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
ثم قام أبو الهيثم بن التيهان فقال : وأنا أشهد على نبينا صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله أنه أقام عليا عليه ‌السلام يعني في يوم غدير خم ، فقالت الانصار ما أقامه إلا للخلافة ، وقال بعضهم ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه مولى من كان رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله مولاه، وأكثروا الخوض في ذلك ، فبعثنا رجالا منا إلى رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله فسألوه عن ذلك ، فقال :  قولوا لهم : علي عليه ‌السلام ولي المؤمنين بعدي ، وأنصح الناس لامتي ، وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إن يوم الفصل كان ميقاتا.
ثم قام سهل بن حنيف فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي محمد وآله ثم قال : يا معاشر قريش اشهدوا على أني أشهد على رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وقد رأيته في هذا المكان يعني الروضة ، وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه ‌السلام وهو يقول : أيها الناس هذا علي إمامكم من بعدي ، ووصيي في حياتي وبعد وفاتي ، وقاضي ديني، ومنجز وعدي ، وأول من يصافحني على حوضي ، فطوبى لمن تبعه ونصره ، والويل لمن تخلف عنه وخذ له.
وقام معه أخوه عثمان بن حنيف فقال : سمعنا رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله‌ وسلم يقول: أهل بيتي نجوم الارض فلا تتقدموهم ، وقدموهم فهم الولاة بعدي فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله وأي أهل بيتك؟ فقال صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله علي والطاهرون من ولده، وقد بين صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله فلا تكن يا أبا بكر أول كافر به ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون.  ثم قام أبو أيوب الانصاري فقال : أتقوا الله عباد الله في أهل بيت نبيكم وردوا إليهم حقهم الذي جعله الله لهم ، فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبينا عليه ‌السلام ، ومجلس بعد مجلس يقول أهل بيتي أئمتكم بعدي ، ويومي إلى علي عليه ‌السلام ويقول هذا أمير البررة ، وقاتل الكفرة ، مخذول من خذله، منصور من نصره ، فتوبوا إلى الله من ظلمكم إن الله تواب رحيم ، ولا تتولوا عنه مدبرين ، ولا تتولوا عنه معرضين.
قال الصادق عليه ‌السلام : فأفحم أبو بكر على المنبر حتى لم يحر جوابا ثم قال : «وليتكم ولست بخيركم أقيلوني أقيلوني» فقال عمر بن الخطاب : انزل عنها يا لكع إذا كنت لا تقوم بحجج قريش لم أقمت نفسك هذا المقام؟ والله لقد هممت أن أخلعك وأجعلها في سالم مولى أبي حذيفة ، قال : فنزل ثم أخذ بيده وانطلق إلى منزله وبقوا ثلاثة أيام لا يدخلون مسجد رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ، فلما كان في اليوم الرابع جاءهم خالد بن الوليد ومعه ألف رجل ، وقال لهم : ما جلوسكم فقد طمع فيها والله بنو هاشم ، وجاءهم سالم مولى أبى حذيفة ومعه ألف رجل ، وجاءهم معاذ بن جبل ومعه ألف رجل فما زال يجتمع رجل رجل حتى اجتمع أربعة آلاف فخرجوا شاهرين أسيافهم يقدمهم عمر بن الخطاب حتى وقفوا بمسجد النبي (ص) فقال عمر :  والله يا صحابة علي لئن ذهب الرجل منكم يتكلم بالذي تكلم به بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه.
فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال : يا ابن صهاك الحبشية أبأسيافكم تهددونا ، أم بجمعكم تفزعونا؟ والله إن أسيافنا أحد من أسيافكم ، وإنا لأكثر منكم ، وإن كنا قليلين ، لان حجة الله فينا ، والله لولا أني أعلم أن طاعة إمامي أولى بي لشهرت سيفي ، ولجاهدتكم في الله إلى أن ابلي عذري ، فقاله له أمير المؤمنين اجلس يا خالد ، فقد عرف الله مقامك ، وشكر لك سعيك فجلس.
وقام إليه سلمان الفارسي وقال : الله أكبر الله أكبر ، سمعت رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وإلا صمتا يقول : بينا أخي وابن عمي جالس في مسجدي مع نفر من أصحابه إذ يكبسه جماعة من كلاب أهل النار ، يريدون قتله وقتل من معه ، ولست أشك ألا وإنكم هم ، فهم به عمر بن الخطاب فوثب إليه أمير المؤمنين عليه ‌السلام وأخذ بمجامع ثوبه ثم جلد به الارض ، ثم قال يا ابن صهاك الحبشية ، لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله تقدم لأريتك أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ثم التفت إلى أصحابه فقال انصرفوا رحمكم الله ، فوالله لا دخلت المسجد إلا كما دخل أخواي موسى وهارون إذ قال له أصحابه إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هيهنا قاعدون ، والله لا أدخل إلا لزيارة رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله او لقضية أقضيها ، فانه لا يجوز لحجة أقامه رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله أن يترك الناس في حيرة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 28 / صفحة [ 209 ]
تاريخ النشر : 2025-07-22


Untitled Document
دعاء يوم الثلاثاء
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ للهِ وَالحَمْدُ حَقُّهُ كَما يَسْتِحِقُّهُ حَمْداً كَثِيراً، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي؛ إِنَّ النَّفْسَ لأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلّا ما رَحِمَ رَبِّي، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إِلى ذَنْبِي، وَأحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبّارٍ فاجِرٍ، وَسُلْطانٍ جائِرٍ، وَعَدُوٍّ قاهِرٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإِنَّ جُنْدَكَ هُمُ الغالِبُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ فَإِنَّ حِزْبَكَ هُمُ المُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أوْلِيائِكَ فَإِنَّ أَوْلِياَءَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاهُمْ يَحْزَنُون. اللّهُمَّ أصْلِحْ لِي دِينِي فَإِنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإِنَّها دارُ مَقَرِّي، وَإِلَيْها مِن مُجاوَرَةِ اللِّئامِ مَفَرِّي، وَاجْعَلِ الحَياةَ زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالوَفاةَ راحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَتَمامِ عِدَّةِ المُرْسَلِينَ، وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَأَصْحابِهِ المُنْتَجَبِينَ، وَهَبْ لِي فِي الثُّلاثاءِ ثَلاثًا: لاتَدَعْ لِي ذَنْباً إِلّا غَفَرْتَهُ، اَلا غَمّاً إِلّا أَذْهَبْتَهُ، وَلا عَدُوّاً إِلّا دَفَعْتَهُ. بِبِسْمِ الله خَيْرِ الأَسْماء، بِسْمِ الله رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، أسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضاهُ، فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالغُفْرانِ يا وَلِيَّ الإِحْسانِ.

زيارات الأيام
زيارة الإمام السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) يوم الثلاثاء
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خُزّانَ عِلْمِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا تَراجِمَةَ وَحْيِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَئِمَّةَ الْهُدى اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَعْلامَ التُّقى اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلادَ رَسُولِ اللهِ اَنَا عارِفٌ بِحَقِّكُمْ مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ مُعاد لِاَعْدائِكُمْ مُوال لِاَوْلِيائِكُمْ بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ. اَللّهُمَّ اِنّى اَتَوالى آخِرَهُمْ كَما تَوالَيْتُ اَوَّلَهُمْ وَاَبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَليجَة دُونَهُمْ وَاَكْفُرُ بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَاللاتِ وَالْعُزّى صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ يا مَوالِيَّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْعابِدينَ وَسُلالَةَ الْوَصِيّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا باقِرَ عِلْمِ النَّبِيّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صادِقاً مُصَدِّقاً فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ يا مَوالِيَّ هذا يَوْمُكُمْ وَهُوَ يَوْمُ الثلاثاء وَاَنَا فيهِ ضَيْفٌ لَكُمْ وَمُسْتَجيرٌ بِكُمْ فَاَضيفُوني وَاَجيرُوني بِمَنْزِلَةِ اللهِ عِنْدَكُمْ وَآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+