أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أحاديث وروايات عامة/الإمام الصادق (عليه السلام)
ماجيلويه عن عمه
عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن صباح المدائني عن المفضل بن عمر أن أبا
عبد الله عليه السلام كتب إليه كتابا فيه : إن الله عز وجل لم يبعث نبيا قط يدعو
إلى معرفة الله ليس معها طاعة في أمر ولا نهي ، وإنما يقبل الله من العباد العمل
بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة من دعا إليه ، ومن أطاع حرم
الحرام ظاهره وباطنه وصلى وصام وحج واعتمر وعظم حرمات الله كلها لم يدع منها شيئا
وعمل بالبر كله ومكارم الاخلاق كلها وتجنب سيئها.
ومن زعم أنه يحل
الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي صلى الله عليه وآله لم يحل لله حلالا ولم
يحرم له حراما وإن من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله
عليه طاعته فلم يفعل شيئا من ذلك لم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم
يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراما ولم يحل لله حلالا ، ليس له صلاة
وإن ركع وإن سجد ، ولا له زكاة ولا حج ، وإنما ذلك كله يكون بمعرفة رجل من الله
عزوجل على خلقه بطاعته وأمر بالأخذ عنه.
فمن عرفه وأخذ
عنه أطاع الله ، ومن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وأنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد
كذب وأشرك ، وإنما قيل : اعرف واعمل ما شئت من الخير فانه لا يقبل منك ذلك بغير
معرفة ، فاذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر فانه مقبول منك.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 175 ]
تاريخ النشر : 2025-06-21