أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/محبة أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام علي (عليه السلام)
روي عن ابن
نباته قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين عليه السلام في نفر من الشيعة
وكنت معه فيمن دخل فجعل الحارث يتأود في مشيته ويخبط الارض بمحجنه وكان مريضا ،
فأقبل عليه أمير المؤمنين عليه السلام وكانت له منه منزلة ، وقال :
كيف تجدك يا حارث؟ قال : نال الدهر مني ، وزادني أودا وغليلا اختصام أصحابك ببابك
، قال : فيم؟ قال : في شأنك والبلية من قبلك ، فمن مفرط غال ومبغض قال ومن تردد
مرتاب ، فلا يدري أيقدم أم يحجم.
قال : فحسبك يا
أخا همدان ، ألا إن خير شيعتي النمط الاوسط إليهم يرجع الغالي وبهم يحلق التالي ،
قال : لو كشفت فداك أبي وامي الريب عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا،
قال : فذكر فانك امرء ملبوس عليك ، إن دين الله لا يعرف بالرجل بل بآية الحق ،
والآية العلامة ، فاعرف الحق تعرف أهله.
يا حارث إن الحق
أحسن الحديث والصادع به مجاهد ، وبالحق اخبرك فارعني سمعك ثم خبر به من كانت له
خصاصة من أصحابك ، ألا إني عبد الله وأخو رسوله وصديقه الاول صدقته وآدم بين الروح
والجسد ، ثم إني صديقه الاول في امتكم حقا فنحن الاولون ونحن الآخرون ، ألا وأنا
خاصته يا حار وخالصته وصفوته ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره ، اوتيت فهم الكتاب
وفصل الخطاب وعلم القرآن والاسباب ، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب ،
يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد ، وايدت أو قال : امددت بليلة القدر نفلا وإن ذلك
ليجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الارض ومن
عليها.
وابشرك يا حار
ليعرفني والذي فلق الحبة وبرئ النسمة وليي وعدوي في مواطن شتى : عند الممات وعند
الصراط وعند المقاسمة ، قال : وما المقاسمة؟ قال : مقاسمة النار اقسمها صحاحا،
أقول : هذا وليي ، وهذا عدوي ، ثم أخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيد الحارث وقال
: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ بيدي رسول الله (ص) فقال لي وقد اشتكيت إليه حسدة
قريش والمنافقين: إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة من ذي العرش تعالى ، وأخذت
يا علي بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزكم ، فماذا
يصنع الله بنبيه؟ وماذا يصنع نبيه بوصيه؟ وماذا يصنع وصيه بأهل بيته وشيعتهم؟ خذها
إليك يا حار قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت ، قالها ثلاثا ، فقال
الحارث : وقام يجر رداءه جذلا ، ما ابالي وربي بعد هذا ألقيت الموت أو لقيني.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 159 ]
تاريخ النشر : 2025-06-18