كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري (عليه السلام)/الامامة
قام ثوبان مولى
رسول الله صلى الله عليه وآله قال : بأبي أنت وامي يا رسول الله متى قيام
الساعة؟ فقال رسول الله (ص) : ما أعددت لها إذ تسأل عنها؟ قال : يارسول الله ما
أعددت لها كثير عمل إلا أني احب الله ورسوله ، فقال رسول الله (ص): وإلى ماذا بلغ
حبك لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال : والذي بعثك بالحق نبيا إن في قلبي من
محبتك مالو قطعت بالسيوف ونشرت بالمناشير وقرضت بالمقاريض واحرقت بالنيران وطحنت
بأرحاء الحجارة كان أحب إلي وأسهل علي من أن أجد لك في قلبي غشا أو غلا أو بغضا
لاحد من أهل بيتك وأصحابك.
وأحب الخلق إلي
بعدك أحبهم لك ، وأبغضهم إلي من لا يحبك ويبغضك أو يبغض أحدا من أصحابك ، يارسول
الله هذا ما عندي من حبك وحب من يحبك وبغض من يبغضك أو يبغض أحدا ممن تحبه فان قبل
هذا مني فقد سعدت ، وإن اريد مني عمل غيره فما أعلم لي عملا أعتمده وأعتد به غير
هذا ، احبكم جميعا أنت وأصحابك وإن كنت لا اطيقهم في أعمالهم.
فقال صلى الله
عليه وآله : أبشر فإن المرء يوم القيامة مع من أحبه ، يا ثوبان لو كان عليك من
الذنوب ملا ما بين الثرى إلى العرش لانحسرت وزالت عنك بهذه الموالاة أسرع من
انحدار الظل عن الصخرة الملساء المستوية إذا طلعت عليه الشمس ومن انحسار الشمس إذا
غابت عنها الشمس.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 100 ]
تاريخ النشر : 2025-06-08