كتب التفسير/تفسير علي بن إبراهيم(تفسير القمي)/الامامة
«
والجان خلقناه من قبل من نار السموم » قال : أبو إبليس ، وقال : الجن من ولد الجان
، منهم مؤمنون وكافرون ويهود ونصارى ، ويختلف أديانهم ، والشياطين من ولد إبليس ،
وليس فيهم مؤمنون إلا واحد إسمه هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس ، جاء إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله فرآه جسيما عظيما وامرءا مهولا، فقال له : من أنت؟ قال :
أنا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام ، أنهى
عن الاعتصام وآمر بإفساد الطعام ، فقال رسول الله (ص) بئس لعمري الشاب ، المؤمل
والكهل المؤمر فقال : دع عنك هذا يا محمد ، فقد جرت توبتي على يد نوح ولقد كنت معه
في السفينة فعاتبته على دعائه على قومه ، ولقد كنت مع إبراهيم حيث القي في النار
فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، ولقد كنت مع موسى حين غرق الله فرعون ونجى بني
إسرائيل ، ولقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته ، ولقد كنت مع صالح فعاتبته
على دعائه على قومه ، ولقد قرأت الكتب فكلها تبشرني بك، والانبياء يقرئونك السلام
ويقولون : أنت أفضل الانبياء وأكرمهم، فعلمني مما أنزل الله عليك شيئا ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين صلوات الله عليه : علمه ، فقال هام :
يا محمد إنا لا نطيع إلا نبيا أو وصي نبي ، فمن هذا؟ قال : هذا أخي ووصيي ووزيري
ووارثي علي بن أبي طالب ، قال : نعم نجد اسمه في الكتب أليا ، فعلمه أمير المؤمنين
، فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 13 ]
تاريخ النشر : 2025-05-28