أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/فضل الامام ومنزلته وكرامته/الامام علي عليه السلام
نقل من خط الشيخ
أبي جعفر الطوسي قدس الله روحه من كتاب مسائل البلدان رواه بإسناده عن أبي محمد
الفضل بن شاذان يرفعه إلى جابر بن يزيد الجعفي عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه
السلام قال : دخل سلمان رضي الله عنه على أمير المؤمنين فسأله عن نفسه.
فقال : يا سلمان
أنا الذي دعيت الامم كلها إلى طاعتي فكفرت فعذبت بالنار وأنا خازنها عليهم حقا
أقول يا سلمان : إنه لا يعرفني أحد حق معرفتي إلا كان معي في الملا الاعلى.
قال : ثم دخل
الحسن والحسين عليهما السلام فقال : يا سلمان هذان شنفا عرش رب العالمين ، وبهما
تشرق الجنان ، وامهما خيرة النسوان ، أخذ الله على الناس الميثاق بي فصدق من صدق
وكذب من كذب فهو في النار ، وأنا الحجة البالغة والكلمة الباقية ، وأنا سفير
السفراء.
قال سلمان : يا
أمير المؤمنين لقد وجدتك في التوراة كذلك وفي الانجيل كذلك بأبي أنت وامي يا قتيل
كوفان ، والله لولا أن يقول الناس : واشوقاه رحم الله قاتل سلمان لقلت فيك مقالا
تشمئز منه النفوس ، لانك حجة الله الذي به تاب على آدم وبك انجي يوسف من الجب ،
وأنت قصة أيوب وسبب تغير نعمة الله عليه.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أتدري ما قصة أيوب وسبب تغير نعمة الله
عليه؟ قال : الله أعلم وأنت يا أمير المؤمنين ، قال : لما كان عند الانبعاث للنطق
شك أيوب في ملكي فقال : هذا خطب جليل وأمر جسيم ، قال الله عزوجل : يا أيوب أتشك
في صورة أقمته أنا؟ إني ابتليت آدم بالبلاء فوهبته له وصفحت عنه بالتسليم عليه
بامرة المؤمنين وأنت تقول : خطب جليل وأمر جسيم؟ فوعزتي لأذيقنك من عذابي أو تتوب
إلي بالطاعة لأمير المؤمنين.
ثم أدركته
السعادة بي ، يعني أنه تاب وأذعن بالطاعة لامير المؤمنين عليه السلام وعلى ذريته
الطيبين عليهم السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 26 / صفحة [ 293 ]
تاريخ النشر : 2025-05-21