كتب التفسير/تفسير علي بن إبراهيم(تفسير القمي)/الامامة
أبي عن عبد الله
بن جندب قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أسأله عن تفسير قوله تعالى :
« الله نور السماوات والارض » إلى آخر الآية ، فكتب إلي الجواب : أما بعد فإن
محمدا (ص) كان أمين الله في خلقه ، فلما قبض النبي (ص) كنا أهل البيت ورثته ، فنحن
أمناء الله في أرضه ، عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الاسلام ،
وما من فئة تضل مائة وتهدي مائة ، إلا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها ، وإنا
لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق.
إن شيعتنا
لمكتوبون بأساميهم وأسامي آبائهم ، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ،
ويدخلون مدخلنا ، ليس على جملة الاسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة.
نحن آخذون بحجزة
نبينا ، ونبينا آخذ بحجزة ربنا ، والحجزة النور ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، من
فارقنا هلك ، ومن تبعنا نجا ، ومفارقنا والجاحد لولايتنا كافر ، ومتبعنا وتابع
أوليائنا مؤمن ، لا يحبنا كافر ، ولا يبغضنا مؤمن ، ومن مات وهو يحبنا ، كان حقا
على الله أن يبعثه معنا.
نحن نور لمن
تبعنا وهدى لمن اهتدى بنا ، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء، بنا فتح الله
الدين وبنا يختمه ، وبنا أطعمكم عشب الارض ، وبنا أنزل الله قطر السماء ، وبنا
آمنكم الله من الغرق في بحركم ومن الخسف في بركم وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي
قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان.
مثلنا في كتاب
الله كمثل المشكاة والمشكاة في القنديل ، فنحن المشكاة فيها المصباح : محمد رسول الله ، « المصباح في زجاجة الزجاجة
كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية » لا دعية ولا
منكرة « يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار » القرآن « نور على نور » إمام بعد إمام
« يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم ».
فالنور علي عليه
السلام يهدي الله لولايتنا من أحب ، وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه ، نيرا
برهانه ، ظاهرة عند الله حجته ، حق على الله أن يجعل ولينا مع المتقين ، النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن اولئك رفيقا فشهداؤنا لهم فضل على الشهداء
بعشر درجات ، ولشهيد شيعتنا فضل على كل شهيد غيرنا بتسع درجات.
نحن النجباء
ونحن أفراط الانبياء ، ونحن أبناء الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن أولى
الناس برسول الله ، ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه : « شرع لكم من
الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك » يا محمد « وما وصينا به إبراهيم وموسى
وعيسى » فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم.
ونحن ورثة
الانبياء ونحن ورثة اولي العلم والعزم من الرسل « أن أقيموا الدين » كما قال « ولا
تتفرقوا فيه كبر على المشركين » من أشرك بولاية علي « ما تدعوهم إليه » من ولاية
علي « الله » يا محمد « يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب » من يجيبك إلى
ولاية علي عليه السلام ، وقد بعثت إليك بكتاب فيه هدى فتدبره وافهمه فانه شفاء
ونور.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 26 / صفحة [ 242 ]
تاريخ النشر : 2025-05-17