أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
روى أبو القاسم
بن قولويه عن محمد بن يعقوب عن محمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن علي بن خالد قال
: كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتى من ناحية الشام مكبولا وقالوا : إنه
تنبأ ، فأتيت الباب وناديت البوابين حتى وصلت إليه فاذا رجل له فهم وعقل ، فقلت له
: ما قصتك؟ قال : إني كنت بالشام أعبد
الله في الموضع الذي يقال : إنه نصب فيه رأس الحسين عليه السلام فبينما أنا ذات
ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله إذا نظرت شخصا بين يدي فنظرت إليه فقال
لي : قم فقمت معه فمشى بي قليلا فاذا أنا في مسجد الكوفة ، قال : أتعرف هذا
المسجد؟ قلت : نعم هذا مسجد الكوفة ، فصلى وصليت معه ، ثم خرج وخرجت معه فمشى بي
قليلا وإذا نحن بمسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) فسلم على رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وسلمت وصلى وصليت معه ، ثم خرج وخرجت معه فمشى بي قليلا وإذا نحن
بمكة وطاف بالبيت فطفت معه فخرج ومشى بي قليلا فاذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله
فيه بالشام ، وغاب الشخص عن عيني ، فتعجبت مما رأيت ، فلما كان في العام المقبل
رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ودعاني فأجبته وفعل كما فعل في العام الاول ، فلما
أراد مفارقتي بالشام قلت : سألتك بالذي أقدرك على ما رأيت من أنت؟ قال : أنا محمد
بن علي بن موسى بن جعفر ، فحدثت من كان يصير إلي بخبره فرقى ذلك إلى محمد بن عبد
الملك الزيات فبعث إلي فأخذني وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى
وادعي علي المحال.
فقلت : أرفع عنك
القصة إليه؟ قال : ارفع ، فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها ورفعتها إلى الزيات، فوقع
في ظهرها : قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة إلى المدينة إلى مكة أن
يخرجك من حبسي، قال علي بن خالد فغمني ذلك من أمره ورققت له ، وانصرفت محزونا فلما
أصبحت باكرت الحبس لأعلمه بالحال وآمره بالصبر والعزاء فوجدت الجند والحراس وصاحب
السجن وخلقا كثيرا من الناس يهرعون فسألت عنهم وعن الحال، فقيل : إن المحمول من
الشام المتنبئ فقد البارحة من الحبس فلا يدرى خسفت به الارض أو اختطفته الطير وكان
هذا المرسل أعني علي بن خالد زيديا فقال بالإمامة وحسن اعتقاده.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 379 ]
تاريخ النشر : 2025-04-15