أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام/النبي محمد صلى الله عليه واله
ابن شيرويه في
الفردوس ، عن وهب بن صيفي ، وروى غيره ، عن زيد بن أرقم قالا: قال النبي صلى الله
عليه وآله : أنا أقاتل على التنزيل وعلي يقاتل على التأويل ..
ومما يمكن أن
يستدل بالقرآن قوله تعالى : ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا
الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ ) ، والباغي من خرج على الإمام
، فافترض قتال أهل البغي كما افترض قتال المشركين ، وأما اسم الإيمان عليهم فكقوله
: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ) .. أي الذين
أظهروا الإيمان بألسنتهم آمنوا بقلوبكم.
وقيل لزين
العابدين عليه السلام : إن جدك كان يقول
: إخواننا بغوا علينا. فقال : أما تقرأ كتاب الله : ( وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً
) فهم مثلهم أنجاه الله والذين معه وأهلك عادا بالريح العقيم ، وقد ثبت أنه نزل
فيه : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ )
... الآية ..
وفي حديث الأصبغ
بن نباتة ، قال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام
هؤلاء القوم الذين نقاتلهم ، الدعوة واحدة ، والرسول واحد ، والصلاة واحدة
، والحج واحد ، فبم نسميهم؟. قال : سمهم بما سماهم الله في كتابه : ( تِلْكَ
الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ
بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ
بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ
مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ
آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ) فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله وبالنبي
وبالكتاب وبالحق ..
الباقرين عليهما
السلام في قوله : ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ )
يا محمد! من مكة إلى المدينة فإنا رادوك منها ومنتقمون منهم بعلي ..
أورده النطنزي
في الخصائص ، والصفواني في الإحن والمحن عن السدي والكلبي وعطاء وابن عباس والأعمش
وجابر بن عبد الله الأنصاري أنها نزلت في علي عليه السلام .
ابن جريح ، عن
مجاهد ، عن ابن عباس ، وعن سلمة بن كهيل ، عن عبد خير ، وعن جابر بن عبد الله
الأنصاري أنهم رووا ذلك على اتفاق واجتماع أن النبي صلى الله عليه وآله خطب في
حجة الوداع فقال : لأقتلن العمالقة في كتيبة.
فقال له جبرئيل
عليه السلام : أو علي بن أبي طالب عليه السلام.
وفي رواية جابر
وابن عباس : ألا لألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، أما والله لئن
فعلتم ذلك لتعرفنني في كتيبة فأضرب وجوهكم فيها بالسيف فكأنه غمز من خلفه فالتفت
ثم أقبل علينا فقال : أو علي ، فنزل : ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا
مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) بعلي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم نزل : ( قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما
يُوعَدُونَ ).. إلى قوله : ( هِيَ أَحْسَنُ ) ، ثم نزل : ( فَاسْتَمْسِكْ
بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ) من أمر علي بن أبي طالب عليه السلام ( إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ، وإن
عليا عليه السلام لعلم الساعة لك ولقومك
وسوف تسألون عن محبة علي عليه السلام.
أبو حرب بن أبي
الأسود الدؤلي ، عن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لما
نزلت : ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) قال : أو
بعلي ابن أبي طالب ، ثم قال : بذلك حدثني جبرئيل.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 29 / صفحة [ 467 ]
تاريخ النشر : 2025-08-05