أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/فرق وأديان/الإمام الرضا (عليه السلام)
اعتقادنا في
الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله جل جلاله وأنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس
والقدرية والحرورية ومن جميع أهل البدع والاهواء المضلة ، وأنه ما صغر الله جل
جلاله تصغيرهم شئ ، وقال جل جلاله : « ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم
والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم
تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا
أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون » وقال الله عزوجل : « لا تغلوا في دينكم ولا
تقولوا على الله إلا الحق ».
واعتقادنا في
النبي والائمة عليهم السلام أن بعضهم قتلوا بالسيف وبعضهم بالسم ، وإن ذلك جرى
عليهم على الحقيقة وإنه ما شبه أمرهم ، لا كما يزعمه من يتجاوز الحد فيهم من الناس
بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة والصحة لا على الخيال والحيلولة ولا على الشك والشبهة
، فمن زعم أنهم شبهوا أو أحد منهم فليس من ديننا في شيء ونحن منه براء وقد أخبر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة عليهم السلام أنهم يقتلون فمن قال
: إنهم لم يقتلوا فقد كذبهم ، ومن كذبهم
فقد كذب الله عزوجل وكفر به وخرج به عن الاسلام ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن
يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين.
وكان الرضا عليه
السلام يقول في دعائه : « اللهم إني برئ من الحول والقوة ولا حول ولا قوة إلا بك ،
اللهم إني أعوذ بك وأبرأ إليك من الذين ادعوا لنا ما ليس لنا بحق اللهم إني أبرأ
إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا ، اللهم لك الخلق ومنك الرزق وإياك
نعبد وإياك نستعين ، اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الاولين وآبائنا الاخرين اللهم
لا تليق الربوبية إلا بك ولا تصلح الالهية إلا لك ، فالعن النصارى الذين صغروا
عظمتك والعن المضاهئين لقولهم من بريتك.
اللهم إنا عبيدك
وأبناء عبيدك لا نملك لانفسنا نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، اللهم
من زعم أنا أرباب فنحن منه براء ، ومن زعم أن إلينا الخلق وعلينا الرزق ، فنحن
براء منه كبراءة عيسى بن مريم عليه السلام من النصارى ، اللهم انا لم ندعهم إلى ما
يزعمون ، فلا تؤاخذنا بما يقولون ، واغفر لنا ما يدعون ولا تدع على الارض منهم
ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ».
وروي عن زرارة
أنه قال : قلت للصادق عليه السلام : إن رجلا من ولد عبد الله بن سبا يقول بالتفويض
، فقال : وما التفويض؟ قلت : إن الله تبارك وتعالى خلق محمدا وعليا صلوات الله
عليهما ففوض إليهما فخلقا ورزقا وأماتا وأحييا، فقال عليه السلام : كذب عدو الله إذا انصرفت اليه فاتل عليه هذه
الآية التي في سورة الرعد: « أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم
قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار ».
فانصرفت إلى
الرجل فأخبرته فكأني ألقمته حجرا ، أو قال : فكأنما خرس. وقد فوض الله عزوجل إلى
نبيه صلى الله عليه وآله أمر دينه فقال عزوجل « وما آتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهوا » وقد فوض ذلك إلى الائمة عليهم السلام ، وعلامة المفوضة
والغلاة وأصنافهم نسبتهم مشايخ قم وعلمائهم إلى القول بالتقصير. وعلامة الحلاجية
من الغلاة دعوى التجلي بالعبادة مع تركهم الصلاة وجميع الفرائض ودعوى المعرفة
بأسماء الله العظمى ، ودعوى انطباع الحق لهم وأن الولي إذا خلص وعرف مذهبهم فهو
عندهم أفضل من الانبياء عليهم السلام ، ومن علامتهم دعوى علم الكيميا ولم يعلموا
منه إلا الدغل وتنفيق الشبه والرصاص على المسلمين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 344 ]
تاريخ النشر : 2025-04-12