أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/فرق وأديان/الإمام المهدي (عليه السلام)
مما خرج عن صاحب
الزمان صلوات الله عليه ردا على الغلاة من التوقيع جوابا لكتاب كتب إليه على يدي
محمد بن علي بن هلال الكرخي : يا محمد بن علي تعالى الله عزوجل عما يصفون ، سبحانه
وبحمده ، ليس نحن شركاءه في علمه ولا في قدرته.
بل لا يعلم
الغيب غيره كما قال في محكم كتابه تبارك وتعالى : « قل لا يعلم من في السماوات
والارض الغيب إلا الله » وأنا وجميع آبائي من الاولين آدم ونوح وإبراهيم وموسى
وغيرهم من النبيين ومن الاخرين محمد رسول الله وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين
وغيرهم ممن مضى من الائمة صلوات الله عليهم أجمعين إلى مبلغ أيامي ومنتهى عصري
عبيد الله عزوجل ، يقول الله عزوجل : « ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره
يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا
فنسيتها وكذلك اليوم تنسى » يا محمد بن
علي قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه ، واشهد الله
الذي لا إله إلا هو وكفى به شهيدا ومحمدا رسوله وملائكته وأنبياءه وأولياءه واشهدك
واشهد كل من سمع كتابي هذا أني برئ إلى الله وإلى رسوله ممن يقول : إنا نعلم الغيب
أو نشارك الله في ملكه أو يحلنا محلا سوى المحل الذي نصبه الله لنا وخلقنا له أو
يتعدى بنا عما قد فسرته لك وبينته في صدر كتابي ، واشهدكم أن كل من نتبرأ منه فان
الله يبرأ منه وملائكته ورسله وأولياؤه ، وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب
أمانة في عنقك وعنق من سمعه أن لا يكتمه من أحد من موالي وشيعتي حتى يظهر على هذا
التوقيع الكل من الموالي ، لعل الله عزوجل يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحق
وينتهوا عما لا يعلمون منتهى أمره ولا يبلغ منتهاه ، فكل من فهم كتابي ولم يرجع
إلى ما قد أمرته ونهيته فلقد حلت عليه اللعنة من الله وممن ذكرت من عباده
الصالحين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 267 ]
تاريخ النشر : 2025-04-05