أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/الامام حجة الله والدليل عليه وان الارض لا تخلو من حجة/الامام الرضا عليه السلام
في علل الفضل عن
الرضا عليه السلام فإن قال : فلم لا يجوز أن يكون في الارض إمامان في وقت واحد أو
أكثر من ذلك؟ قيل : لعلل : منها أن الواحد لا يختلف فعله وتدبيره ، والاثنين لا
يتفق فعلهما وتدبيرهما ، وذلك أنا لم نجد اثنين إلا مختلفي الهمم والارادة ، فإذا
كانا اثنين ثم اختلف همهما وإرادتهما وتدبيرهما وكانا كلاهما مفترضي الطاعة لم يكن
أحدهما أولى بالطاعة من صاحبه فكان يكون اختلاف الخلق والتشاجر والفساد : ثم لا
يكون أحد مطيعا لاحدهما إلا وهو عاص للاخر فتعم المعصية أهل الارض.
ثم لا يكون لهم
مع ذلك السبيل إلى الطاعة والايمان ، ويكونون إنما أتوا في ذلك من قبل الصانع ،
الذي وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر إذ أمرهم باتباع المختلفين.
ومنها : إنه لو
كان إمامان لكان لكل من الخصمين أن يدعو إلى غير ما يدعو إليه صاحبه في الحكومة ،
ثم لا يكون أحدهما أولى بأن يتبع من صاحبه فتبطل الحقوق والاحكام والحدود.
ومنها : انه لا
يكون واحد من الحجتين أولى بالنطق والحكم والامر والنهي من الاخر ، فإذا كان هذا
كذالك وجب عليهما أن يبتديا بالكلام ، وليس لاحدهما أن يسبق صاحبه بشئ إذا كانا في
الامامة شرعا واحدا ، فإن جار لاحدهما السكوت جاز السكوت للاخر مثل ذلك، وإذا جاز
لهما السكوت بطلت الحقوق والاحكام وعطلت الحدود وصار الناس كأنهم لا إمام لهم.
المصدر : بحار الانوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 106 ]
تاريخ النشر : 2025-03-22