أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/طاعة الامام والتسليم له وموالاته/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
من كتاب السيد
حسن بن كبش مما أخذه من المقتضب ووجدته في المقتضب أيضا مسندا عن سلمان الفارسي
رحمه الله قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نظر إلي قال : يا سلمان
إن الله عزوجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا ، قال : قلت : يا
رسول الله قد عرفت هذا من الكتابين ، قال : يا سلمان فهل علمت نقبائي الاثني عشر
الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي؟ فقلت : الله ورسوله أعلم ، قال : يا سلمان
خلقني الله من صفاء نوره فدعاني فأطعته وخلق من نوري عليا فدعاه إلى طاعته فأطاعه
، وخلق من نوري ونور علي عليه السلام فاطمة فدعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي ومن
فاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه فسمانا الله عزوجل بخمسة أسماء من أسمائه :
فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله فاطر وهذه فاطمة ، والله
الاحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين.
ثم خلق من نور
الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية أو أرضا مدحية ، أو
هواء أو ماء أو ملكا أو بشرا ، وكنا بعلمه أنوارا نسبحه ونسمع له ونطيع.
فقال سلمان :
قلت : يا رسول الله بأبي أنت وامي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال : يا سلمان من عرفهم حق
معرفتهم واقتدى بهم فوالى وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد ، ويسكن
حيث نسكن ، قلت : يا رسول الله يكون إيمان بهم بغير معرفتهم وأسمائهم وأنسابهم؟
فقال : لا يا سلمان.
فقلت : يا رسول
الله فأنى لي بهم؟ قال : قد عرفت إلى الحسين ، ثم سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم
ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم ابنه جعفر
بن محمد لسان الله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله ، ثم علي بن
موسى الرضا لأمر الله ، ثم محمد بن علي الجواد المختار من خلق الله ، ثم على بن
محمد الهادي إلى الله ، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين العسكري ، ثم ابنه حجة بن
الحسن المهدي الناطق القائم بأمر الله ، قال سلمان : فسكت.
ثم قلت : يا
رسول الله ادع الله لي بإدراكهم ، قال : يا سلمان إنك مدركهم وأمثالك ومن تولاهم
بحقيقة المعرفة ، قال سلمان : فشكرت الله كثيرا ، ثم قلت : يا رسول الله مؤجل في
إلى أن أدركهم؟ فقال : يا سلمان اقرء : « فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا
لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم
وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ».
قال سلمان :
فاشتد « بكائي وشوقي فقلت : يا رسول الله بعهد منك؟ فقال : إي والذي أرسل محمد إنه
بعهد مني وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة أئمة وكل » من هو منا ومظلوم فينا إلى
والله يا سلمان ثم ليحضرن إبليس وجنوده وكل من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا
حتى يؤخذ بالقصاص والاوثار والتراث ولا يظلم ربك أحدا ونحن تأويل هذه الاية : «
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن
لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون» قال سلمان فقمت
بين يدي رسول الله وما يبالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 6 ]
تاريخ النشر : 2025-03-15