التفسير بالمأثور/أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام الباقر (عليه السلام)
الكافي علي بن
محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي
جعفر عليه السلام قال : قلت له إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم فقال الكف
عنهم أجمل ثم قال والله يا با حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا قلت
كيف لي بالمخرج من هذا فقال لي يا با حمزة كتاب الله المنزل يدل عليه إن الله
تبارك وتعالى جعل لنا أهل البيت سهاما ثلاثة في جميع الفيء ثم قال عز وجل : (
وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ )
فنحن أصحاب الخمس والفيء وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا والله يا با
حمزة ما من أرض تفتح ولا خمس يخمس فيضرب على شيء منه إلا كان حراما على من يصيبه
فرجا كان أو مالا ولو قد ظهر الحق لقد بيع الرجل الكريمة عليه نفسه فيمن لا يزيد
حتى إن الرجل منهم ليفتدي بجميع ماله ويطلب النجاة لنفسه فلا يصل إلى شيء من ذلك
وقد أخرجونا وشيعتنا من حقنا ذلك بلا عذر ولا حق ولا حجة قلت قوله عز وجل : ( هَلْ
تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) قال إما موت في طاعة الله أو
إدراك ظهور إمام ونحن نتربص بهم مع ما نحن فيه من الشدة أن يصيبهم الله (بِعَذابٍ
مِنْ عِنْدِهِ) قال هو المسخ ( أَوْ بِأَيْدِينا ) وهو القتل قال الله عز وجل
لنبيه صلى الله عليه وآله قل (
فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ) والتربص انتظار وقوع البلاء
بأعدائهم.
ـ الكافي بهذا
الإسناد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل : ( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ
لِلْعالَمِينَ ) قال هو أمير المؤمنين
عليه السلام ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) قال عند خروج القائم عليه
السلام وفي قوله عز وجل : ( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ
) قال اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم
الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم وأما قوله عز وجل : (
وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ
عَذابٌ أَلِيمٌ ) قال لو لا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم
واحدا وفي قوله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) قال
بخروج القائم عليه السلام وقوله عز وجل : ( وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ
) قال يعنون بولاية علي عليه السلام وقوله عز وجل : ( وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْباطِلُ ) قال إذا قام القائم عليه السلام ذهبت دولة الباطل.
ـ الكافي بهذا
الإسناد عن الحسن عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال : دخلت مع أبي جعفر
عليه السلام المسجد الحرام وهو متكئ علي فنظر إلى الناس ونحن على باب بني شيبة
فقال يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقا ولا يدينون دينا يا فضيل
انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم ثم تلا
هذه الآية (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي
سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعني والله عليا عليه السلام والأوصياء ثم تلا
عليه السلام هذه الآية ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) أمير المؤمنين عليه
السلام يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي عليه السلام إلا مفتر كذاب إلى يوم
الناس هذا أما والله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر الذنوب إلا لكم
ولا يتقبل إلا منكم وإنكم لأهل هذه الآية ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما
تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً
كَرِيماً ) يا فضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم
وتدخلوا الجنة ثم قرأ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا
أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ) أنتم والله أهل هذه الآية.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 311 ]
تاريخ النشر : 2025-03-06