الآيات إبراهيم
«14» : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً
وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ
) «28 و 29».
التكاثر «102» :
( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) «8».
قال الطبرسي
رحمه الله في قوله تعالى : ( بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ ) يحتمل أن يكون المراد
ألم تر إلى هؤلاء الكفار عرفوا نعمة الله بمحمد
صلى الله عليه وآله أي عرفوا محمدا ثم كفروا به فبدلوا مكان الشكر كفرا.
وروي عن الصادق
عليه السلام أنه قال : نحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من
فاز.
ويحتمل أن يكون
المراد جميع نعم الله على العموم بدلوها أقبح التبديل واختلف في المعنى بالآية
فروي عن أمير المؤمنين عليه السلام وابن
عباس وابن جبير وغيرهم أنهم كفار قريش كذبوا نبيهم ونصبوا له الحرب والعداوة.
وسأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه الآية فقال
هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين وأما
بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ..
( وَأَحَلُّوا
قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) أي أنزلوا قومهم دار الهلاك بأن أخرجوهم إلى بدر وقيل
أنزلوهم دار الهلاك أي النار بدعائهم إلى الكفر.
وقال في قوله
تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ـ قيل عن النعيم في
المطعم والمشرب وغيرهما من الملاذ وقيل هو الأمن والصحة ، وروي ذلك عن أبي جعفر
عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام.
وروى العياشي
بإسناده في حديث طويل قال : سأل أبو حنيفة
أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية فقال ما النعيم عندك يا نعمان قال
القوت من الطعام والماء البارد فقال لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتى
يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال فما النعيم
جعلت فداك قال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد وبنا ائتلفوا
بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء
وبنا هداهم الله للإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع والله سائلهم عن حق النعيم الذي
أنعم به عليهم وهو النبي صلى الله عليه
وآله وعترته عليه السلام. انتهى.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 48 ]
تاريخ النشر : 2025-01-06