التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الصادق (عليه السلام)
قال أبو عبد
الله عليه السلام من ترك الخمر لغير الله
سقاه الله من الرحيق المختوم قال يا ابن رسول الله من ترك لغير الله قال نعم والله
صيانة لنفسه ( وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ ) قال فيما ذكرناه من
الثواب الذي يطلبه المؤمنون ( وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ) قال أشرف شراب أهل
الجنة يأتيهم من عالي [ عال ] تسنم عليهم في منازلهم وهي عين ( يَشْرَبُ بِهَا
الْمُقَرَّبُونَ ) بحتا والمقربون آل محمد
صلى الله عليه وآله يقول الله (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ ) رسول الله صلى الله
عليه وآله وخديجة وعلي بن أبي طالب وذرياتهم تلحق بهم يقول الله ( أَلْحَقْنا
بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) والمقربون يشربون من تسنيم بحتا صرفا وسائر المؤمنين
ممزوجا قال علي بن إبراهيم ثم وصف المجرمين الذين يستهزءون بالمؤمنين ويضحكون منهم
ويتغامزون عليهم فقال ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا
يَضْحَكُونَ ) إلى قوله ( فَكِهِينَ ) قال يسخرون ( وَإِذا رَأَوْهُمْ ) يعني
المؤمنين ( قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ ) فقال الله ( وَما أُرْسِلُوا
عَلَيْهِمْ حافِظِينَ ) ثم قال الله ( فَالْيَوْمَ ) يعني يوم القيامة ( الَّذِينَ
آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ
الْكُفَّارُ ) هل جازيت الكفار ( ما كانُوا يَفْعَلُونَ ).
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 6 ]
تاريخ النشر : 2024-12-30