أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة الائمة عليهم السلام وما جاء في حقهم/الامام الصادق عليه السلام
أبي عن سعد عن
ابن هاشم عن ابن مرار عن يونسعن يونس بن يعقوب قال : كان عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام جماعة من أصحابه
فيهم هشام بن الحكم ، حمران بن أعين ، ومؤمن الطاق ، وهشام بن سالم ، والطيار
وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم ، وهو شاب ، فقال أبو عبد الله عليه السلام
: يا هشام ، قال : لبيك يا بن رسول الله ، قال : ألا تحدثني كيف صنعت بعمرو بن
عبيد؟ وكيف سألته؟ قال هشام : جعلت فداك يا بن رسول الله إني اجلك وأستحييك ولا
يعمل لساني بين يديك ، فقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : يا هشام إذا
أمرتكم بشئ فافعلوه ، قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد
البصرة ، وعظم ذلك علي ، فخرجت إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة
فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها من صوف وشملة
مرتد بها ، والناس يسألونه ، فاستفرجت الناس فافرجوا لي ، ثم قعدت في آخر القوم
على ركبتي ثم قلت : أيها العالم أنا رجل غريب تأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال : فقال
: نعم ، قال : قلت له : ألك عين؟ قال : يا بني أي شئ هذا من السؤال؟ فقلت : هكذا
مسألتي ، فقال : يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقا قال : فقلت : أجبني فيها ، قال :
فقال لي : سل ، فقلت : ألك عين؟ قال : نعم
، قال : قلت : فما ترى بها؟ قال : الالوان والاشخاص ، قال : فقلت : ألك أنف؟ قال :
نعم ، قال : قلت : فما تصنع بها؟ قال : أتشمم بها الرائحة ، قال : قلت : ألك فم؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع به؟ قال :
أعرف به طعم الاشياء ، قال : قلت : ألك
لسان؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع به؟ قال : أتكلم به ، قال : قلت : ألك اذن؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع بها؟ قال :
أسمع بها الاصوات ، قال : قلت : ألك يد؟
قال : نعم ، قلت : وما تصنع بها؟ قال : أبطش بها ، وأعرف بها اللين من الخشن ، قال
: قلت : ألك رجلان؟ قال : نعم ، قلت : ما تصنع بهما؟ قال : أنتقل بهما من مكان إلى
مكان ، قال : قلت : ألك قلب؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع به؟ قال : اميز به كل ما
ورد على هذه الجوارح ، قال : قلت : أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال : لا ،
قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة قال : يا بني إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو
رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته ردته إلى القلب فتقن اليقين ويبطل الشك ، قال :
فقلت : إنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال : نعم ، قال : قلت : فلابد من القلب
وإلا لم يستقم الجوارح؟ قال : نعم ، قال : فقلت : يا أبا مروان إن الله تعالى ذكره
لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح ، ويتقن ما شك فيه ويترك هذا
الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم اماما يردون إليهم شكهم وحيرتهم
ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟ قال : فسكت ولم يقل شيئا قال : ثم
التفت إلي فقال : أنت هشام؟ فقلت : لا ، فقال لي : أجالسته؟ فقلت : لا ، فقال :
فمن أين أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : فأنت إذا هو ، قال : ثم ضمني إليه
وأقعدني في مجلسه ، وما نطق حتى قمت ، فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال : يا
هشام من علمك هذا؟ قال : فقلت : يا بن رسول الله جرى على لساني، قال : يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 6 ]
تاريخ النشر : 2024-10-07