كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري (عليه السلام)/القيامة والحساب والحشر
قال عليه السلام: عند ذكر معجزات النبي
صلى الله عليه وآله وكلام الذئب مع الراعي: قال
الذئب: ولكن الشقي كل الشقي من يشاهد آيات محمد صلى الله عليه وآله في أخيه علي عليه
السلام وما يؤديه عن الله من فضائله ثم هو مع ذلك يخالفه ويظلمه وسوف يقتلونه باطلا
ويقتلون ذريته ويسبون حريمهم، لا جرم أن الله قد جعلنا معاشر الذئاب – أنا ونظرائي
من المؤمنين - نمزقهم في النيران يوم فصل القضاء، وجعل في تعذيبهم شهواتنا وفي
شدائد آلامهم لذاتنا.
وقال عليه السلام: إن الله
تعالى إذا بعث الخلائق يوم القيامة نادى منادي ربنا نداء تعريف
الخلائق في إيمانهم وكفرهم فقال: الله أكبر، الله أكبر، ومناد آخر ينادي: معاشر
الخلائق ساعدوه على هذه المقالة، فأما الدهرية والمعطلة فيخرسون عن ذلك ولا تنطق
ألسنتهم، ويقولها سائر الناس، ثم يقول المنادي: أشهد أن لا إله إلا الله، فيقول
الخلائق كلهم ذلك إلا من كان يشرك بالله تعالى من المجوس والنصارى وعبدة الاوثان
فإنهم يخرسون، فيبينون بذلك من سائر الخلق، ثم يقول المنادي: أشهد أن محمدا رسول
الله، فيقولها المسلمون أجمعون ويخرس عنها اليهود والنصارى وسائر المشركين، ثم ينادي
مناد آخر من عرصات القيامة: ألا فسوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد بالنبوة، فإذا
النداء من قبل الله عزوجل: لا، بل قفوهم إنهم مسؤولون، فتقول الملائكة الذين قالوا:
سوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة: لما يقفون يا ربنا
؟ فإذا النداء من قبل الله: قفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي بن أبي طالب وآل محمد.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 274 ]
تاريخ النشر : 2024-09-09