كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري (عليه السلام)/القيامة والحساب والحشر
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا
سورة البقرة وآل عمران، فإن أخذهما بركة وتركهما حسرة، ولا يستطيعهما البطلة – يعني
السحرة - وإنهما لتجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو عبايتان أو فرقان من طير
صواف، يحاجان عن صاحبهما و يحاجهما رب العزة، ويقولان: يا رب الارباب إن عبدك هذا
قرأنا، وأظمأنا نهاره وأسهرنا ليله، وأنصبنا بدنه، فيقول الله عزوجل: يا أيها
القرآن فكيف كان تسليمه لما أمرته (أنزلته خ ل) فيك من تفضيل علي بن أبي طالب أخي
محمد رسول الله ؟ فيقولان: يا رب الارباب وإله الآلهة: والاه ووالى وليه (أولياءه خ
ل) وعادى أعداءه، إذا قدر جهر، وإذا عجز اتقى واستتر، فيقول الله عزوجل: فقد عمل
إذا بكما كما أمرته، وعظم خطبكما ما أعظمته، يا علي أما تسمع شهادة القرآن لوليك
هذا ؟ فيقول علي: بلى يا رب فيقول الله تعالى: فاقترح له ما يزيد (فيقترح له ما
يزيد ظ) على أماني هذا القارئ من الاضعاف المضاعفات ما لا يعلمه إلا الله عزوجل، فيقال:
قد أعطيته ما اقترحت يا علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وإن والدي القارئ
ليتوجان بتاج الكرامة يضئ نوره من مسيرة عشرة آلاف سنة، ويكسيان حلة لا يقوم لأقل سلك
منها مائة ألف ضعف ما في الدنيا بما يشتمل عليه من خيراتها، ثم يعطى هذا القارئ الملك
بيمينه والخلد بشماله في كتاب، يقرأ من كتابه بيمينه: قد جعلت من أفاضل ملوك الجنان،
ومن رفقاء محمد سيد الانبياء، وعلي خير الاوصياء، والائمة بعدهما سادة الاتقياء، ويقرأ
من كتابه بشماله: قد أمنت الزوال والانتقال عن هذه الملك، واعذت من الموت والاسقام،
وكيفت الامراض والاعلال، وجنبت حسد الحاسدين وكيد الكائدين، ثم يقال له: اقرأ وارق
ومنزلك عند آخر أية تقرأها، فإذا نظر والداه إلى حليتهما وتاجيهما قالا: ربنا: أنى
لنا هذا الشرف ولم تبلغه أعمالنا ؟ فيقال لهما: أكرم الله عزوجل هذا لكما بتعليمكما
ولدكما القرآن.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 292 ]
تاريخ النشر : 2024-09-09