أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي رحمه الله:
" فبظلم من الذين هادوا " أي بما ظلم اليهود أنفسهم بارتكاب المعاصي
التي تقدم ذكرها. وقوله: " حرمنا
" عمل في الباء، أي لما فعلوا ما فعلوا اقتضت المصلحة تحريم
هذه الاشياء عليهم، وقيل: حرم هذه الطيبات على الظالمين منهم عقوبة
على فعلهم، وهي ما بين في قوله سبحانه: " وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر
" الآية. " كل ذي ظفر " قيل: هو كل ما ليس بمنفرج الاصابع كالإبل
والنعام والاوز والبط، عن ابن عباس وغيره،
وقيل: هو الإبل فقط، وقيل: يدخل فيه كل السباع والكلاب
والسنانير وما يصطاد بظفره، وقيل: كل ذي مخلب من الطير، وكل ذي حافر من الدواب
" ومن البقر والغنم " أخبر سبحانه أنه كان حرم عليهم شحوم البقر والغنم
من الثرب. وشحم الكلى وغير ذلك مما في
أجوافها، واستثنى من ذلك فقال: " إلا ما حملت
ظهورهما " أي من الشحم وهو اللحم السمين، فإنه لم يحرم عليهم " أو
الحوايا " أي ما حملته الحوايا من الشحم،
والحوايا هي المباعر، وقيل: هي بنات اللبن، وقيل: الامعاء
التي عليها الشحوم " أو ما اختلط بعظم " وهو شحم الجنب والالية لأنه على العصعص،
وقيل: الالية لم تدخل في ذلك " ذلك جزيناهم ببغيهم " أي حرمنا ذلك عليهم
عقوبة لهم بقتلهم الانبياء وأخذهم الربا واستحلالهم أموال الناس. " تماما على
الذي أحسن " أي تماما على إحسان موسى، أي ليكمل إحسانه الذي يستحق به كمال ثوابه
في الآخرة، أو تماما على المحسنين أو تماما على إحسان الله إلى أنبيائه، وقيل:
أي تماما على الذي أحسن الله سبحانه إلى موسى بالنبوة وغيرها من الكرامة، وقيل:
تمامه للنعمة على إبراهيم ولجزائه على إحسانه في طاعة ربه، وذلك من لسان الصدق
الذي سأل الله سبحانه أن يجعله له " وتفصيلا لكل شئ " مما يحتاج إليه
الخلق " وهدى " أي ودلالة على الحق والدين
يهتدى بها في التوحيد والعدل والشرائع " ورحمة
" أي نعمة على سائر المكلفين " بلقاء
ربهم " أي بجزائه. " ما قصصنا عليك " أي في سورة
الانعام. " أن تتخذوا من دوني وكيلا " أي أمرناهم أن لا تتخذوا من دوني معتمدا
عليه ترجعون إليه في النوائب أو ربا تتوكلون عليه. " وما كنت " يا محمد "
بجانب الغربي " أي حاضرا بجانب الجبل الغربي أي في الجانب الغربي من الجبل
الذي كلم الله فيه موسى، وقيل: بجانب الوادي
الغربي " إذ قضينا إلى موسى الامر " أي عهدنا
إليه وأحكمنا الامر معه بالرسالة إلى فرعون وقومه، وقيل: أي أخبرناه بأمرنا ونهينا،
وقيل: أراد كلامه معه في وصف نبينا صلى الله عليه وآله ونبوته " وما كنت من الشاهدين
" أي الحاضرين لذلك الامر وبذلك المكان، فتخبر قومك به عن مشاهدة وعيان، ولكنا
أخبرناك به ليكون معجزة لك " وما كنت بجانب الطور إذ نادينا " أي ولم
تكن حاضرا بناحية الجبل الذي كلمنا عليه
موسى وناديناه: يا موسى خذ الكتاب بقوة، وقيل: أراد
بذلك المرة الثانية التي كلم الله فيها موسى حين اختار من قومه سبعين رجلا ليسمعوا
كلام الله " ولكن رحمة من ربك " أي ولكن الله أعلمك ذلك وعرفك إياه نعمة
من ربك أنعم بها عليك، وهو أن بعتك نبيا
واختارك لإيتاء العلم بذلك معجزة لك.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [323]
تاريخ النشر : 2024-08-14