أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي
رحمه الله في قوله تعالى: " لم تحاجون ": قال ابن عباس وغيره: إن أحبار اليهود
ونصارى نجران اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه واله فتنازعوا في إبراهيم فقالت
اليهود: ما كان إبراهيم إلا يهوديا، وقالت النصارى: ما كان إلا نصرانيا، فنزلت
الآية " ولكن كان حنيفا " أي مائلا عن الاديان كلها إلى دين الاسلام،
وقيل: أي مستقيما في دينه. " إن أولى
الناس بإبراهيم " أي أحق الناس بنصرة إبراهيم بالحجة أو
بالمعونة للدين " للذين اتبعوه " في زمانه " وهذا النبي والذين
آمنوا " يتولون نصرته بالحجة لما كان عليه من الحق
وتنزيه كل عيب عنه. " واتخذ الله إبراهيم خليلا
" أي محبا لا خلل في مودته لكمال خلته، والمراد بخلته لله أنه كان مواليا لأولياء
الله ومعاديا لأعداء الله، والمراد بخلة الله له نصرته على من أراده بسوء كما
أنقذه من نار نمرود وجعلها عليه بردا وسلاما، وكما فعله بملك مصر حين راوده عن أهله
وجعله إماما للناس وقدوة لهم " امة " أي قدوة ومعلما للخير، وقيل: إمام هدى،
وقيل: سماه امة لان قوام الامة كان به، وقيل: لأنه قام بعمل امة، وقيل: لأنه انفرد
في دهره بالتوحيد فكان مؤمنا وحده والناس كفار " قانتا لله " أي مطيعا
له دائما على عبادته، وقيل: مصليا "
حنيفا " أي مستقيما على الطاعة " اجتبه " أي اختاره
الله " في الدنيا حسنة " أي نعمة سابغة في نفسه وفي أولاده وهو قول هذه الامة:
(كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم) وقيل: هي النبوة ; وقيل هي أنه ليس من أهل
دين إلا وهو يرضاه ويتولاه، وقيل: تنويه الله بذكره، وقيل: إجابة دعوته حتى أكرم
بالنبوة ذريته " أن اتبع ملة إبراهيم " أي في الدعاء إلى توحيد الله
وخلع الانداد له وفي العمل بسنته.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [1]
تاريخ النشر : 2024-08-13