أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير علي ين ابراهيم
- " وقال الملا من قوم
فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض و يذرك وآلهتك " قال: كان فرعون يعبد الاصنام
ثم ادعى بعد ذلك الربوبية، فقال فرعون: " سنقتل أبناءهم ونستحيي
نساءهم وإنا فوقهم قاهرون " قوله: " قالوا اوذينا من
قبل أن تأتينا ومن بعدما جئتنا " قال: قال الذين آمنوا لموسى: قد اوذينا قبل مجيئك
يا موسى بقتل أولادنا، ومن بعدما جئتنا لما حبسهم فرعون لإيمانهم بموسى، فقال موسى:
" عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون " ومعنى
" ينظر " أي يرى كيف تعملون، فوضع
النظر مكان الرؤية. وقوله: " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين
ونقص من الثمرات " يعني السنين الجدبة لما أنزل الله عليهم الطوفان والجراد والقمل
والضفادع والدم. وأما قوله: " فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه " قال: الحسنة
ههنا الصحة والسلامة والامن والسعة " وإن تصبهم سيئة " قال: السيئة ههنا الجوع
والخوف والمرض " يطيروا بموسى ومن معه أي بتشأموا بموسى ومن معه. وأما قوله: "
وقالوا مهما تأتنا به من آية لتحسرنا بها فما نحن لك بمؤمنين " إلى قوله:
" فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين "
فإنه لما سجد السحرة وآمن به الناس قال هامان لفرعون:
إن الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه فاحبسه، فحبس كل من آمن به من
بني إسرائيل، فجاء إليه موسى فقال له: خل عن بني إسرائيل، فلم يفعل، فأنزل الله عليهم
في تلك السنة الطوفان فخرب دورهم ومساكنهم حتى خرجوا إلى البرية وضربوا فيها
الخيام، فقال فرعون لموسى: ادع ربك حتى يكف عنا الطوفان حتى اخلي عن بني إسرائيل
وأصحابك، فدعا موسى ربه فكف عنهم الطوفان، وهم فرعون أن يخلي عن بني إسرائيل
فقال له هامان: إن خليت عن بني إسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك، فقبل منه ولم يخل
عن بني إسرائيل فأنزل الله عليهم في السنة الثانية الجراد، فجردت كل شئ كان لهم من
النبت والشجر حتى كانت تجرد شعرهم ولحيتهم، فجزع فرعون من ذلك جزعا شديدا وقال:
يا موسى ادع ربك أن يكف الجراد عنا حتى اخلي عن بني إسرائيل وأصحابك، فدعا
موسى ربكه فكف عنهم الجراد، فلم يدعه هامان أن يخلي عن بني إسرائيل، فأنزل الله عليهم
في السنة الثالثة القمل، فذهبت زروعهم وأصابتهم المجاعة. فقال فرعون لموسى:
إن رفعت عنا القمل كففت عن بني إسرائيل، فدعا موسى ربه حتى ذهب القمل، وقال:
أول ما خلق الله القمل في ذلك الزمان، فلم يخل عن بني إسرائيل، فأرسل الله عليهم
بعد ذلك الضفادع، فكانت تكون في طعامهم وشرابهم، ويقال: إنها كانت تخرج من أدبارهم
وآذانهم وآنافهم، فجزعوا من ذلك جزعا شديدا، فجاؤوا إلى موسى فقالوا: ادع الله
أن يذهب عنا الضفادع فإنا نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا موسى ربه فرفع الله
عنهم ذلك، فلما أبوا أن يخلوا عن بني إسرائيل حول الله ماء النيل دما، فكان القبطي
يراه دما، والاسرائيلي يراه ماء، فإذا شربه الاسرائيلي كان ماء، وإذا شربه القبطي
كان دما، فكان القبطي يقول للإسرائيلي: خذ الماء في فمك وصبه في فمي، فكان إذا
صبه في فم القبطي تحول دما، فجزعوا من ذلك جزعا شديدا، فقالوا لموسى: لئن رفع الله
عنا الدم لنرسلنَّ معك بني إسرائيل، فلما رفع الله عنهم الدم غدروا ولم يخلوا عن بني
إسرائيل فأرسل الله عليهم الرجز وهو الثلج ولم يروه قبل ذلك فماتوا فيه وجزعوا وأصابهم
ما لم يعهدوه قبله، فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز
لنؤمننّ لك ولنرسلنّ معك بني إسرائيل، فدعا ربه فكشف عنهم الثلج فخلى عن بني إسرائيل،
فلما خلى عنهم اجتمعوا إلى موسى عليه السلام وخرج موسى من مصر واجتمع عليه من
كان هرب من فرعون، وبلغ فرعون ذلك فقال له هامان: قد نهيتك أن تخلي عن بني إسرائيل
فقد اجتمعوا إليه، فجزع فرعون وبعث في المدائن حاشرين، وخرج في طلب موسى. قوله:
" وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون " يعني بني إسرائيل لما أهلك الله فرعون
ورثوا الارض وما كان لفرعون. قوله: " وتمت كلمة ربك " يعني الرحمة بموسى
تمت لهم. قوله: " وما كانوا يعرشون
" يعني المصانع والعريش والقصور.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [110]
تاريخ النشر : 2024-08-11