أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير علي ين ابراهيم
" لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن
يمين وشمال " قال: فإن بحرا كان من اليمن وكان سليمان أمر جنوده أن يجروا لهم
خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند، ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة عظيمة من الصخر
والكلس حتى يفيض على بلادهم، وجعلوا للخليج مجاري، وكانوا إذا أرادوا أن يرسلوا
منه الماء أرسلوه بقدر ما يحتاجون إليه، وكانت لهم جنتان عن يمين وشمال عن مسيرة
عشرة أيام فيمن يمر لا تقع عليه الشمس من التفافها، فلما عملوا بالمعاصي وعتوا
عن أمر ربهم ونهاهم الصالحون فلم ينتهوا بعث الله على ذلك السد الجرذ وهي الفأرة
الكبيرة، فكانت تقلع الصخرة التي لا يستقلها الرجل وترمي بها، فلما رأى ذلك
قوم منهم هربوا وتركوا البلاد، فما زال الجرذ تقلع الحجر حتى خربوا ذلك السد فلم
يشعروا حتى غشيهم السيل وخرب بلادهم وقلع
أشجارهم وهو قوله: " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال "
إلى قوله: " سيل العرم " أي
العظيم الشديد " فبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط "
وهو أم غيلان " وأثل " قال: هو نوع من الطرفاء " وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم
بما كفروا " إلى قوله: " باركنا فيها " قال: مكة " فقالوا
ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث
" إلى قوله: " شكور ".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [143]
تاريخ النشر : 2024-08-10