أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير علي ين ابراهيم
عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن الثمالي،
عن ثوير بن أبي فاختة قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يحدث رجلا " من قريش
قال: لما قرب أبناء آدم القربان قرب أحدهما أسمن كبش كان في ضأنه، وقرب الآخر ضغثا
" من سنبل فتقبل من صاحب الكبش وهو هابيل، ولم يتقبل من الآخر، فغضب قابيل فقال
لهابيل: والله لأقتلنك، فقال هابيل: " إنما يتقبل الله من المتقين * لئن بسطت إلي
يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين * إني اريد
أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * فطوعت له نفسه قتل
أخيه " فلم يدر كيف يقتله حتى جاء إبليس فعلمه فقال: ضع رأسه بين حجرين ثم اشدخه،
فلما قتله لم يدر ما يصنع به فجاء غرابان فأقبلا يتضاربان حتى اقتتلا فقتل أحدهما
صاحبه، ثم حفر الذي بقي الأرض بمخالبه ودفن فيه صاحبه، قال قابيل: " يا ويلتى
أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين " فحفر له حفيرة
ودفن فيها فصارت سنة يدفنون الموتى، فرجع قابيل إلى أبيه فلم ير معه هابيل فقال
له آدم: أين تركت ابني قال له قابيل: أرسلتني عليه راعيا " ؟ فقال آدم: انطلق معي
إلى مكان القربان وأحس قلب آدم بالذي فعل قابيل، فلما بلغ مكان القربان استبان
قتله، فلعن آدم الأرض التي قبلت دم هابيل، وامر آدم أن يلعن قابيل، ونودي قابيل
من السماء: لعنت كما قتلت أخاك، ولذلك لا تشرب الأرض الدم، فانصرف آدم فبكى على
هابيل أربعين يوما " وليلة، فلما جزع عليه شكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه: إني
واهب لك ذكرا " يكون خلفا " من هابيل، فولدت حواء غلاما
" زكيا " مباركا "، فلما كان يوم السابع أوحى الله
إليه: يا آدم إن هذا الغلام هبة مني لك فسمه هبة الله، فسماه آدم هبة الله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [230]
تاريخ النشر : 2024-08-07