أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري
قوله
عزوجل: " وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون
" قال الامام عليه السلام: قال الله تعالى:
واذكروا إذ جعلنا ماء البحر فرقا ينقطع بعضه من
بعض فأنجيناكم هناك وأغرقنا فرعون وقومه وأنتم تنظرون إليهم وهم يغرقون، وذلك أن موسى
لما انتهى إلى البحر أوحى الله عزوجل إليه قل لبني إسرائيل: جددوا توحيدي، وأمروا
بقلوبكم ذكر محمد سيد عبيدي وإمائي، و أعيدوا على أنفسكم الولاية لعلي أخي
محمد وآله الطيبين، وقولوا: اللهم بجاههم جوزنا على متن هذا الماء، فإن الماء يتحول
لكم أرضا، فقال لهم موسى ذلك فقالوا: تورد علينا ما نكره، وهل فررنا من فرعون إلا
من خوف الموت ؟ وأنت تقتحم بنا هذا الماء الغمر بهذه الكلمات، وما يرينا ما يحدث
من هذه علينا ؟ فقال لموسى كالب بن يوحنا وهو على دابة له وكان ذلك الخليج أربعة
فراسخ: يا نبي الله أمرك الله بهذا أن نقوله وندخل الماء ؟ فقال: نعم، فقال: وأنت
تأمرني به ؟ قال: نعم، قال: فوقف وجدد على نفسه من
توحيد الله ونبوة محمد وولاية علي والطيبين من آلهما كما امر به ثم قال: اللهم بجاههم
جوزني على متن هذا الماء، ثم أقحم فرسه فركس على متن الماء وإذا الماء تحته كأرض
لينة حتى بلغ آخر الخليج، ثم عاد راكضا، ثم قال لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل أطيعوا
موسى فما هذا الدعاء إلا مفتاح أبواب الجنان، ومغاليق أبواب النيران، ومستنزل
الارزاق، وجالب على عبيد الله وإمائه رضى المهيمن الخلاق، فأبوا وقالوا: نحن لا
نسير إلا على الارض فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر وقل: اللهم بجاه
محمد وآله الطيبين لما فلقته، ففعل فانفلق وظهرت الارض إلى آخر الخليج، فقال
موسى: ادخلوها، قالوا: الارض وحلة نخاف أن نرسب فيها، فقال الله: يا موسى قل: اللهم
بجاه محمد وآله الطيبين جففها، فقالها فأرسل الله عليها ريح الصبا فجفت، وقال موسى:
ادخلوها، قالوا: يا نبي الله نحن اثنا عشر قبيلة بنو اثني عشر آباء، وإن دخلنا
رام كل فريق منا تقدم صاحبه، فلا نأمن وقوع الشر بيننا، فلو كان لكل فريق منا
طريق على حدة لامنا ما نخافه، فأمر الله موسى أن يضرب البحر بعددهم اثني عشر ضربة
في اثني عشر موضعا إلى جانب ذلك الموضع، ويقول: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين
بين الارض لنا وأمط الماء عنا، فصار فيه تمام اثني عشر طريقا، وجف قرار الارض
بريح الصبا، فقال: ادخلوها، قالوا: كل فريق منا يدخل سكة من هذه السكك لا يدري
ما يحدث على الآخرين، فقال الله عزوجل: فاضرب كل طود من الماء بين هذه السكك، فضرب
وقال: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين لما جعلت هذا الماء طبقات واسعة يرى بعضهم
بعضا منها، فحدثت طبقات واسعة يرى بعضهم بعضا منها، ثم دخلوها، فلما بلغوا آخرها
جاء فرعون وقومه فدخل بعضهم فلما دخل آخرهم وهموا بالخروج أولهم أمر الله تعالى
البحر فانطبق عليهم فغرقوا وأصحاب موسى ينظرون إليهم فذلك قوله عزوجل:
" وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون " إليهم، قال الله
عزوجل لبني إسرائيل في عهد محمد صلى الله عليه وآله: فإذا كان الله تعالى فعل هذا
كله بأسلافكم لكرامة محمد صلى الله عليه وآله ودعاء موسى دعاء تقرب بهم إلى الله
أفلا تعقلون أن عليكم الايمان بمحمد وآله إذ قد شاهدتموه الآن ؟.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [138]
تاريخ النشر : 2024-07-29