أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري
قوله عزوجل: " وإذ قال ربك للملائكة إني
جاعل في الأرض خليفة * قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك
ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة
فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم
قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون
" قال الإمام: لما قيل لهم: " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا "
" الآية، قالوا: متى كان هذا ؟ فقال الله عزوجل:
" وإذ قال ربك " ابتدائي هذا الخلق أي ما في الأرض
جميعا " لكم حين قل ربك للملائكة الذين كانوا في الأرض مع إبليس وقد طردوا عنها
الجن بني الجان وحقت العبادة: " إني جاعل في الأرض خليفة " بدلا " منكم، ورافعكم
منها، فاشتد ذلك عليهم لأن العبادة عند رجوعهم إلى السماء تكون أثقل عليهم فقالوا
ربنا " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " كما فعلته الجن بنو الجان الذين
قد طردناهم عن هذه الأرض " ونحن نسبح بحمدك " ننزهك عما لا يليق بك من الصفات "
ونقدس لك " نطهر أرضك ممن يعصيك، قال الله تعالى: " إني أعلم ما لا تعلمون
" إني أعلم من الصلاح الكائن فيمن أجعلهم بدلا
" منكم ما لا تعلمون، وأعلم أيضا " أن فيكم من هو
كافر في باطنه ما لا تعلمونه وهو إبليس - لعنه الله - تم قال: " وعلم آدم الأسماء
كلها " أسماء أنبياء الله وأسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطييبين
من آلهما، وأسماء رجال من خيار شيعتهم وعصاة أعدائهم " ثم عرضهم " عرض محمدا
" وعليا " والأئمة " على الملائكة " أي عرض
أشباحهم وهم أنوار في الأظلة " فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين
" أن جميعكم تسبحون وتقدسون، وأن ترككم ههنا أصلح من إيراد من بعدكم، أي فكما
لم تعرفوا غيب من في خلالكم فبالحري أن لا تعرفوا الغيب الذي لم يكن كما لا تعرفون
أسماء أشخاص ترونها، قالت الملائكة: " سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت
العليم الحكيم " العليم بكل شئ، الحكيم المصيب في كل فعل، فقال الله تعالى:
" يا آدم " أنبئ هؤلاء الملائكة
" بأسمائهم " أسماء الأنبياء والأئمة عليهم السلام " فلما
أنبأهم " عرفوها أخذ عليهم العهد والميثاق بالإيمان بهم والتفضيل لهم، قال الله
تعالى عند ذلك: " ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض " سرهما
" وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون " ما كان يعتقده
إبليس من الإباء على آدم إذا مر بطاعته وإهلاكه
إن سلط عليه، ومن اعتقادكم أنه لا أحد يأتي بعدكم إلا وأنتم أفضل منه، بل محمد
وآله الطيبون أفضل منكم الذين أنبأكم آدم بأسمائهم. بيان: قوله عليه السلام: (ابتدائي
هذا الخلق) يدل على أن هذا غير ما خلقه الله في بدء الخلق عند خلق السماء والأرض،
وينافيه ظاهرا قوله تعالى: " ثم استوى إلى السماء " وتوجيهه أنه يمكن أن يكون
على هذا المراد بتسوية السماوات تعميرها وتدبيرها وإسكان الملائكة فيها بعد رفعهم
عن الأرض وبه يظهر وجه لرفع ما يتوهم من التنافي بين هذه الآية وبين قوله تعالى:
" والأرض بعد ذلك دحاها " وسيأتي تحقيقه في كتاب السماء والعالم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [ 117 ]
تاريخ النشر : 2024-07-28