أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/وقائع الرسول/الإمام الصادق (عليه السلام)
علي، عن أبيه، عن البزنطي، عن هشام بن
سالم، عن أبان بن عثمان عمن حدثه، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: قام رسول الله صلى الله عليه
وآله على التل الذي عليه مسجد الفتح في غزوة الاحزاب في ليلة ظلماء قرة، فقال: "
من يذهب فيأتينا بخبرهم وله الجنة " ؟ فلم يقم أحد ثم أعادها فلم يقم أحد،
فقال أبو عبد الله عليه السلام بيده: وما
أراد القوم ؟ أرادوا أفضل من الجنة ؟ ثم قال: " من
هذا ؟ " فقال: حذيفة، فقال: " أما تسمع كلامي منذ الليلة ولا تكلم ؟
اقترب " فقام حذيفة وهو يقول: القر والضر جعلني
الله فداك منعني أن اجيبك، فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله: " انطلق حتى تسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم " فلما ذهب قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: " اللهم
احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله حتى
ترده " وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا حذيفة لا تحدث شيئا
حتى تأتيني " فأخذ سيفه وقوسه وحجفته،
قال حذيفة: فخرجت وما لي من ضر ولا قر، فمررت
على باب الخندق وقد اعتراه المؤمنون والكفار، فلما توجه حذيفة قام رسول الله صلى
الله عليه وآله ونادى: " يا صريخ المكروبين، ويا مجيب المضطرين، اكشف همي
وغمي وكربي فقد ترى حالي وحال أصحابي "
فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله صلى
الله عليه وآله إن الله عز ذكره قد سمع مقالتك ودعاءك وقد أجابك وكفاك هول عدوك،
فجثا رسول الله صلى الله عليه وآله على ركبتيه وبسط يديه وأرسل عينيه، ثم قال:
" شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي " ثم قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: قد بعث الله عزوجل عليهم ريحا من سماء
الدنيا فيها حصى، وريحا من السماء الرابعة فيها
جندل، قال حذيفة: فخرجت فإذا أنا بنيران القوم وأقبل جند الله الأول ريح
فيها حصى فما تركت لهم نارا إلا أذرتها، ولا خباء إلا طرحته، ولا رمحا إلا ألقته
حتى جعلوا يتترسون من الحصى، فجعلنا نسمع وقع الحصى في الاترسة، فجلس حذيفة بين
رجلين من المشركين فقام إبليس في صورة رجل مطاع في المشركين فقال: أيها الناس
إنكم قد نزلتم بساحة هذا الساحر الكذاب، ألا وإنه لن يفوتكم من أمره شيء فإنه ليس
سنة مقام، قد هلك الخف والحافر، فارجعوا فلينظر كل رجل منكم من جليسه، قال حذيفة:
فنظرت عن يميني فضربت بيدي فقلت: من أنت ؟ فقال معاوية، فقلت للذي عن يساري: من
أنت ؟ فقال: سهيل بن عمرو، قال حذيفة: وأقبل جند الله الاعظم، فقام أبو سفيان إلى
راحلته، ثم صاح في قريش: النجاء النجاء، وقال طلحة الازدي: لقد رادكم محمد بشر،
ثم قام إلى راحلته وصاح في بني أشجع: النجاء النجاء، وفعل عيينة بن حصن مثلها، ثم
فعل الحارث بن عوف المزني مثلها، ثم فعل الاقرع بن حابس مثلها، وذهب الاحزاب، و رجع
حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر، وقال أبو عبد الله عليه السلام:
إنه كان ليشبه بيوم القيامة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 20 / صفحة [268]
تاريخ النشر : 2024-06-24