النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/عقيدة النبوة الخاصة/نور الرسول وفضله وما اعطاه الله/الإمام علي (عليه السلام)
قال امير المؤمنين عليه السلام عليه
السلام : اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على محمد
عبدك ورسولك الخاتم لما سبق، والفاتح لما انغلق،
والمعلن الحق بالحق، والدافع جيشات الاباطيل، والدامغ صولات الاضاليل، كما حمل
فاضطلع قائما بأمرك، مستوفزا في مرضاتك، غيرنا كل عن قدم، ولا واه في عزم، واعيا
لوحيك، حافظا على عهدك، ماضيا على نفاذ أمرك، حتى أورى قبس القابس، وأضاء الطريق
للخابط، وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن والاثم، وأقام موضحات الاعلام، ونيرات
الاحكام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعيثك بالحق
ورسولك إلى الخلق .
- وقال عليه السلام : فاستودعهم في
أفضل مستودع، وأقرهم في خير مستقر، تناسختهم كرائم الاصلاب إلى
مطهرات الارحام، كلما مضى سلف قام منهم بدين الله خلف، حتى أفضت كرامة الله سبحانه
إلى محمد صلى الله عليه واله، فأخرجه من أفضل المعادن منبتا، وأعز الأرومات مغرسا،
من الشجرة التي صدع منها أنبياءه، وانتجب منها امناءه، عترته خير العتر، واسرته
خير الاسر، وشجرته خير الشجر، نبتت في حرم، وبسقت في كرم، لها فروع طوال، وثمر
لا ينال ، فهو إمام من اتقى، وبصيرة من اهتدى، سراج لمع ضوؤه، وشهاب سطع نوره،
وزند برق لمعه، سيرته القصد، وسنته الرشد، وكلامه الفصل، وحكمه العدل، أرسله على
حين فترة من الرسل، وهفوة عن العمل، وغباوة من الامم .
- وقال عليه السلام : مستقره خير
مستقر، ومنبته أشرف منبت، في معادن الكرامة، ومماهد السلامة،
قد صرفت نحوه أفئدة الابرار، وثنيت إليه أزمة الابصار، دفن به الضغائن، وأطفأ
به النوائر ، ألف به إخوانا، وفرق به أقرانا ، أعز به الذلة، وأذل به العزة،
كلامه بيان، وصمته لسان .
- وقال عليه السلام : حتى أورى قبسا
لقابس، وأنار علما لحابس، فهو أمينك وشهيدك يوم
الدين، وبعيثك نعمة، ورسولك بالحق رحمة، اللهم اقسم
له مقسما من عدلك، وأجزه مضاعفات الخير من فضلك، اللهم أعل على بناء البانين
بناءه، وأكرم لديك نزله، وشرف عندك منزله، وآته الوسيلة ، وأعطه السناء والفضيلة،
واحشرنا في زمرته غير خزايا ولا نادمين، ولا ناكبين ولا ناكثين
، ولا ضالين، ولا مفتونين .
- وقال عليه السلام : اختاره من شجرة
الانبياء. ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء ، وسرة البطحاء
، ومصابيح الظلمة، وينابيع الحكمة .
- وقال عليه السلام : وأشهد أن محمدا نجيب الله
، وسفير وحيه، ورسول رحمته.
- وقال عليه السلام : وأشهد أن محمدا
عبده وسيد عباده، كلما نسخ الله الخلق فرقتين جعله في
خيرهما، لم يسهم فيه عاهر، ولا ضرب فيه فاجر
.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 16 / صفحة [378]
تاريخ النشر : 2024-06-19