أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/شهادة الرسول ووصيته وآخر الايام/الإمام الصادق (عليه السلام)
عن موسى بن جعفر عن أبيه (عليهما السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أضمنت ديني تقضيه عني ؟ قال:
نعم، قال: اللهم فاشهد، ثم قال: يا علي
تغسلني ولا يغسلني غيرك فيعمى بصره، قال علي (عليه
السلام): ولم يا رسول الله ؟ قال: كذلك قال جبرئيل (عليه السلام) عن ربي، إنه لا
يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره قال علي: فكيف أقوى عليك وحدي ؟ قال: يعينك جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء
الدنيا، قلت: فمن يناولني الماء ؟ قال: الفضل بن العباس
من غير أن ينظر إلى شئ مني، فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر
إلى عورتي، وهي حرام عليهم، فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح، وافرغ علي من بئري
بئر غرس أربعين دلوا مفتحة الافواه - قال عيسى: أو قال: أربعين قربة، شككت أنا في
ذلك - قال: ثم ضع يدك يا علي على صدري، وأحضر معك فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)
من غير أن ينظروا إلى شئ من عورتي، ثم تفهم عند ذلك تفهم ما كان وما هو كائن
إنشاء الله تعالى أقبلت يا علي ؟ قال: نعم، قال: اللهم فاشهد، قال: يا علي ما أنت
صانع لو قد تأمر القوم عليك بعدي، وتقدموا عليك، وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة
ثم لببت بثوبك تقادكما يقاد الشارد من الابل مذموما مخذولا محزونا مهموما
وبعد ذلك ينزل بهذه الذل ؟ قال: فلما سمعت فاطمة ما قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله) صرخت وبكت، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبكائها، وقال: يا بنية لا
تبكين ولا تؤذين جلساءك من الملائكة، هذا جبرئيل بكى لبكائك، وميكائيل وصاحب سر الله
إسرافيل، يا بنية لا تبكين فقد بكت السماوات والارض لبكائك، فقال علي (عليه السلام):
يا رسول الله أنقاد للقوم، و أصبر على ما أصابني من غير بيعة لهم، ما لم اصب
أعوانا لم اناجز القوم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم اشهد، فقال:
يا علي ما أنت صانع بالقرآن والعزائم و الفرائض ؟ فقال: يا رسول الله أجمعه، ثم
آتيهم به، فإن قبلوه وإلا أشهدت الله عزوجل وأشهدتك عليه قال: أشهد. قال: وكان
فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يدفن في بيته الذي قبض فيه ويكفن
بثلاثة أثواب: أحدها يمان، ولا يدخل قبره غير علي (عليه السلام)، ثم قال: يا
علي كن أنت وابنتي فاطمة والحسن والحسين، وكبروا خمسا وسبعين تكبيرة وكبر خمسا، وانصرف،
وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلاة، قال علي (عليه السلام) بأبي أنت وامي من يؤذن
غدا ؟ قال: جبرئيل (عليه السلام) يؤذنك، قال: ثم من جاء من أهل بيتي يصلون علي
فوجا فوجا، ثم نساؤهم، ثم الناس بعد ذلك.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 22 / صفحة [492]
تاريخ النشر : 2024-06-15