التفسير بالمأثور/النبوة/الإمام الصادق (عليه السلام)
بالإسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن
محمد العطار، عن ابن أبان، عن ابن اورمة، عن علي بن محمد الخياط، عن علي بن أبي حمزة،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: " كذبت ثمود بالنذر "
فقال: هذا لما كذبوا صالحا عليه السلام، وما أهلك الله قوما " قط حتى يبعث
إليهم الرسل قبل ذلك فيحتجوا عليهم، فإذا لم
يجيبوهم اهلكوا، وقد كان بعث الله صالحا " عليه
السلام فدعاهم إلى الله تعالى فلم يجيبوه وعتوا عليه فقالوا: لن نؤمن حتى تخرج لنا
من هذه الصخرة ناقة عشراء، وكانت صخرة يعظمونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة ويجتمعون
عندها، فقالوا له: إن كنت كما تزعم نبيا رسولا " فادع الله يخرج لنا ناقة منها،
فأخرجها لهم كما طلبوا منه، وأوحى الله تعالى إلى صالح أن قل لهم: إن الله جعل
لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم، فكانت الناقة إذا شربت يومها شربت الماء كله فيكون
شرابهم ذلك اليوم من لبنها فيحلبونها فلا يبقى صغير ولا كبير إلا شرب من لبنها
يومه ذلك، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا هم ذلك اليوم ولا تشرب
الناقة، فمكثوا بذلك ما شاء الله حتى عتوا ودبروا في قتلها فبعثوا رجلا "
أحمر أشقر أزرق لا يعرف له أب ولد الزنا
يقال له قدار ليقتلها، فلما توجهت الناقة إلى الماء
ضربها ضربة ثم ضربها اخرى فقتلها، ومر فصيلها حتى صعد إلى جبل فلم يبق منهم صغير
ولا كبير إلا أكل منها، فقال لهم صالح عليه السلام: أعصيتم ربكم إن الله تعالى يقول:
إن تبتم قبلت توبتكم، وإن لم ترجعوا بعثت إليكم العذاب في اليوم الثالث، فقالوا:
يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين، قال: إنكم تصبحون غدا وجوهكم مصفرة،
واليوم الثاني محمرة، واليوم الثالث مسودة، فاصفرت وجوههم فقال بعضهم: يا قوم
قد جاءكم ما قال صالح: فقال العتاة: لا نسمع ما يقول صالح ولو هلكنا، وكذلك في اليوم
الثاني والثالث، فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل عليه السلام فصرخ صرخة خرقت أسماعهم،
وقلقلت قلوبهم، فماتوا أجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم، ثم أرسل عليهم
نارا من السماء فأحرقتهم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [385]
تاريخ النشر : 2024-05-31