التفسير بالمأثور/النبوة/الإمام الصادق (عليه السلام)
بالإسناد إلى الصدوق،
عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن الحسن ابن علي، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: ذكر أيوب عليه السلام فقال: قال الله جل جلاله: إن عبدي أيوب
ما انعم عليه بنعمة إلا ازداد شكرا، فقال الشيطان لو نصبت عليه البلاء
فابتليته كيف صبره ؟ فسلطه على إبله ورقيقه فلم يترك له شيئا غير غلام واحد،
فأتاه الغلام فقال: يا أيوب ما بقي من إبلك ولا من رقيقك أحد إلا وقد مات، فقال
أيوب: الحمد لله الذي أعطاه، والحمد لله الذي أخذه ; فقال الشيطان: إن خيله أعجب
إليه فسلط عليها فلم يبق منها شئ إلا هلك، فقال أيوب: الحمد لله الذي أعطى والحمد
لله الذي أخذ، وكذلك ببقره وغنمه ومزارعه وأرضه وأهله وولده حتى مرض مرضا شديدا
فأتاه أصحاب له فقالوا يا أيوب ما كان أحد من الناس في أنفسنا ولا خير علانية خيرا
عندنا منك، فلعل هذا الشيء كنت أسررته فيما بينك وبين ربك لم تطلع عليه أحدا
فابتلاك الله من أجله ؟ فجزع جزعا شديدا ودعا ربه فشفاه الله تعالى ورد عليه ما
كان له من قليل أو كثير في الدنيا. قال: وسألته عن قوله تعالى: " ووهبنا له أهله
ومثلهم معهم رحمة " فقال: الذين كانوا ماتوا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [350]
تاريخ النشر : 2024-05-29