النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/آدم وحواء صلوات الله عليهما وأولادهما /ترك آدم الاولى وكيفية قبول توبته والكلمات التى تلقاها من ربه/الإمام الحسن (عليه السلام)
ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن علي
بن الحسين البرقي، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبد الله،
عن أبيه، عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: جاء نفر من اليهود
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه عن مسائل فكان فيما سألوه: أخبرني عن الله
لأي شئ وقت هذه الصلوات الخمس في خمس مواقيت على امتك في ساعات الليل والنهار
؟ فأجاب عليه السلام إلى أن قال: وأما صلاة العصر فهي الساعة التي أكل فيها آدم
من الشجرة فأخرجه الله من الجنة، فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة، واختارها
لأمتي فهي من أحب الصلوات إلى الله عزوجل وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات،
وأما صلاة المغرب فهي الساعة التي تاب الله فيها على آدم، وكان بين ما أكل من الشجرة
وبين ما تاب الله عليه ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا وفي أيام الآخرة يوم كألف
سنة من وقت صلاة العصر إلى العشاء، فصلى آدم ثلاث ركعات: ركعة لخطيئته، ركعة لخطيئة
حواء، وركعة لتوبته، فافترض الله عزوجل هذه الثلاث الركعات على امتي.
ثم قال: فأخبرني لأي شئ توضؤ هذه الجوارح
الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد ؟ قال النبي
صلى الله عليه وآله: لما أن وسوس الشيطان إلى آدم ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها
ذهب ماء وجهه، ثم قام وهو أول قدم مشت إلى الخطيئة، ثم تناول بيده ثم مسها فأكل
منها فطار الحلي والحلل عن جسده، ثم وضع يده على ام رأسه وبكى، فلما تاب الله عزوجل
عليه فرض الله عزوجل عليه وعلى ذريته الوضوء على هذه الجوارح الأربع، وأمره أن يغسل
الوجه لما نظر إلى الشجرة، وأمره بغسل الساعدين إلى المرفقين لما تناول منها،
وأمره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه، وأمره بمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة.
ثم قال أخبرني لأي شئ فرض الله عزوجل الصوم على امتك بالنهار ثلاثين يوما "،
وفرض على الامم أكثر من ذلك ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله إن آدم لما أكل من الشجرة
بقي في بطنه ثلاثين يوما "، وفرض الله على ذريته ثلاثين يوما " الجوع والعطش،
والذي يأكلونه تفضل من الله عزوجل عليهم، وكذلك كان على آدم ففرض الله عزوجل
على امتي ذلك، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية: " كتب عليكم الصيام
كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياما معدودات ".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [ 160 ]
تاريخ النشر : 2024-05-27