EN

الرئيسية

الأخبار

صور

فيديو

صوت

أقلام

مفتاح

رشفات

المشكاة

منشور

اضاءات

قصص


المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

صاعد البغدادي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج4، ص362-365

28-2-2018

2427

 

هو أبو العلاء صاعد بن الحسن بن عيسى الرّبعيّ (1) الموصليّ البغداديّ الأندلسيّ اللغويّ، أصله من بلاد الموصل. و لعلّ مولده فيها كان قبيل 340 ه‍ (951 م) .

دخل صاعد بن الحسن بغداد و تلقّى فيها اللّغة و الأدب على أبي سعيد السيرافيّ (ت 368 ه‍) و أبي عليّ الفارسي (ت ٣٧٧ ه‍) و أبي سليمان الخطّابيّ.

و في سنة ٣٨٠(٩٩٠ م) جاء إلى الأندلس و اتّصل بالمنصور بن أبي عامر، فأكرمه المنصور ثمّ استوزره (جعله كاتبا له) . و بعد سقوط دولة العامريّين في قرطبة و استبداد مجاهد العامريّ بدانية (4٠٨ ه‍) انتقل صاعد إلى دانية و اتّصل بمجاهد.

و لمّا زاد الاضطراب في الأندلس (ربّما حوالي 4١٢ ه‍) انتقل صاعد إلى جزيرة صقلّية حيث توفّي، سنة 4١٧(1026 م) ، و قد أسنّ.

كان صاعد البغداديّ أديبا عالما باللغة و كاتبا و شاعرا. غير أنّ براعته في اللغة قد غطّى عليها أنّه كان يختلق الروايات و التفاسير في بعض الأحيان. و أما شعره فكان عادّيا إلاّ بعض ما فيه من اللفتات. و لعلّ شهرته الحقيقية تقوم على أنه كان كاتبا. و يبدو أنّه كان يهتمّ بالتاريخ و بالقصص.

و لصاعد كتب منها: كتاب الفصوص (نحى فيه منحى القالي في «كتاب الأمالي» و لكنّه كان فيه قليل الأمانة في الرواية) -كتاب الجوّاس بن قعطل المذحجي مع ابنة عمّه عفراء-كتاب الهجفجف بن غيدقان اليثربي مع الخنّوت بنت محرمة بن أنيف.

مختارات من آثاره:

- كتب صاعد البغداديّ رسالة إلى الوزير أبي جعفر الدّب يرجوه فيها أن يشفع عند الخليفة سليمان المستعين بالوزير عبد اللّه بن مسلمة، و كان سليمان قد نكب ابن مسلمة و سجنه مقيّدا (و كان صاعد لمّا دخل الأندلس قد اتّصل بابن مسلمة هذا) :

. . . لمّا جمع اللّه طوائف الفضل عليك و أذلق بك الألسن و أرهف فيك الخواطر (2)، و رفرف عليك طير الآمال و نفضت إليك علائق الرجال (3) لم أجد لابن مسلمة-حين عضّه الثقاف (4) و ضاق به الخناق و انقطع به الرجاء و كبا به الدهر- ملجأ غيرك. فعطفك على واله نبّههه النحس من سنة السعد (5) و أيقظته الآفات من رقدة الغفلة. . . فحنانك عليه و عليّ فيه، و اذكر تعلّق الآمال به و تعلّق أمله بك، و حاجة الرؤساء إليه و حاجته إليك. . .

- جيء يوما إلى المنصور بن أبي عامر بوردة في غير أيّامها لم يتمّ تفتّحها بعد، فقال فيها صاعد مرتجلا (راجع، فوق، ص ٣١٢) :

أتتك، أبا عامر، وردة... يذكّرك المسك أنفاسها

كعذراء أبصرها مبصرٌ... فغطّت بأكمامها راسها (6)

- و طلب المنصور منه أن يعارض قصيدة أبي نواس: «أجارة بيتينا، أبوك غيور» . فاعتذر إجلالا لأبي نواس و هيبة من ذلك فقال:

إنّي لمستحي علا... ك من ارتجال القول فيه

من ليس يدرك بالرويّة... كيف يدرك بالبديه (7)

- من عجائب الاتّفاق أنّ صاعدا أهدى إلى المنصور بن أبي عامر ذات يوم أيّلا مقيّدا بحبل، و قد سمّاه «غرسيه» ؛ يتفاءل بذلك أن يأسر المنصور بن أبي عامر عدوّه غرسيه الأوّل بن شانجه ملك قشتالة، و قد كتب إلى المنصور بالأبيات التالية. و كان ذلك في أحد أيام ربيع الأول من سنة 385- نيسان - أبريل 995 م:

يا حرز كلّ مخوّف و أمان كلْ...لِّ مشرّد و معزّ كلّ مذلّلِ

جدواك إن تخصص به فلأهله... و تعمّ بالإحسان كلّ مؤمّلِ (8)

كالغيث طبّق فاستوى في وبلهِ... شعث البلاد مع المراد المبقل (9)

اللّه عونك، ما أبرّك بالهدى... و أشدّ وقعك في الضلال المشعل

مولاي مؤنس غربتي، متخطّفي... من ظفر أيامي ممنّع معقلي

عبد، نشلت بضبعه و غرسته... في نعمة، أهدي إليك بأيّل (10)

سمّيته غرسيّة و بعثته... في حبله ليتاح فيه تفاؤلي

فاتّفق أن غرسيه هذا جيء به، في ذلك اليوم عينه، أسيرا إلى المنصور.

_______________________

١) نسبة إلى أمّ الربيع و أمّ الربيعين: مدينة الموصل.

2) جعل الألسن تكثر الثناء عليك و جعل الخواطر تأتي بالمعاني الجمّة فيك (لكثرة فضائلك) .

3) (فتشت الصلات بين الرجال-نظر في أيهم. أفضل) .

4) الثقاف أداة تقوّم بها الرماح: يمرّون بالقناة (القصبة) المعوجّة على النار ثمّ يقوّمون اعوجاجها بالثقاف. عضّ به الثقاف: اشتدّ عليه الأمر.

5) الواله: الحزين الخائف الذي كاد الحزن (أو الخوف) يذهب. بعقله. السنة (بكسر السين) : الاغفاء، النوم.

6) أكمام الوردة: الأوراق الخضر (الكأس) التي تتفتّح عن البتلات (الأوراق الملوّنة) .

7) الرويّة: التفكير و التأمل. البدية: القول ارتجالا.

8) الجدوى (يبدو من القاموس أن اللفظة مذكّرة) : المطر العام؛ العطيّة، الكرم.

9) الغيث: المطر. الوبل و الوابل: المطر الكثير. شعث البلاد: البلاد المغبّرة (لقلة سقوط المطر فيها) . المراد: المقصود (الذي يقصده الناس لرعي أنعامهم فيه، لكثرة نباته و لخصبه) . المبقل: الذي يكثر فيه البقل (النبات).

10) الضبع: جانب البدن. نشلت بضبعه-أخذت بضبعه، أعنته، ساعدته، أنهضته من كبوته، أنقذته من مشكلة. الأيّل: نوع من الوعول (يشبه المعزى الجبلية! !) .

EN