

الجغرافية الطبيعية


الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة


جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا


الجغرافية البشرية


الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان


جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات


الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط


الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي
التركيب الديني واللغوى والعرقي للسكان
المؤلف:
د. أحمد علي اسماعيل
المصدر:
أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية
الجزء والصفحة:
ص 161 ـ 168
2025-12-29
54
1- الدين Religion : في الدراسات السكانية نهتم بالدين كعنصر هام ، في تركيب السكان، وذلك من حيث توزيع الأديان ومدى التعدد في المذاهب والمعتقدات أحيانا ولكننا لا ندرس أى تفصيلات عن العقيدة أو الطقوس إلا إذا كان لذلك أثره السكاني.
ومن الجدير بالذكر أن الديانات والعقائد التي توجد في العالم كثيرة ومتعددة ، فإلى جانب الديانات الكتابية الثلاثة : الإسلامية والمسيحية واليهودية توجد عديد من المعتقدات الوضعية ، وفي عام 1972 قدر الكتاب السنوى لدائرة المعارف البريطانية أن عدد سكان العالم يصل إلى 3552 مليون نسمة منهم 4 985 مليونا يدينون بالمسيحية بنسبة (27%) و 3 , 471 مليون يدينون بالإسلام ( بنسبة 13,3) و 145 مليون يهودى بنسبة 4% من سكان العالم أما النسبة الكبرى الباقية (20808) مليون بنسبة 58,6% فأنهم يتبعون ديانات أخرى وضعية أو بدائية ، ومن أهم هذه الديانات الوضعية الهندوكية وأتباعها 4724 مليون والكونفوشيوسية وأتباعها 3045 مليون نسمة والبوذية وأتباعها 301 مليون نسمة.
أما في عام 1994 فإن بيانات أتباع مختلف الأديان طبقا لطبعة الكتاب السنوى لدائرة المعارف البريطانية في عام 1995 تظهر في الجدول رقم (12) . ويلاحظ أن التوزيع الجغرافي للأديان متباين فالإسلام يحتل نطاقا أرضيا متصلا وتماثله في ذلك الهندويكية والبوذية ، بينما المسيحية موزعة مكانيا في أكثر من إقليم جغرافي. وتعتبر القارة الآسيوية قارة المتناقضات فيما يتعلق بالديانات ، فعلى أرضها أنشأ أنبياء الرسالات السماوية وخرج منها موسى وعيسى ومحمد، ومع ذلك فإن الديانات الوضعية أكبر امتدادا وأكثر أتباعا فيها من الأديان الكتابية ، كما يلاحظ في دراسة الأديان الكبرى أنها مقسمة إلى عدد من المذاهب والفرق التي قد تصل الفروق والخلافات بينها إلي حد التناقض وكثير من المشكلات السياسية في عالمنا المعاصر قد تعود إلى عوامل دينية ، وعلى سبيل المثال فمشكلة إيرلندا الشمالية ترتبط بالخلافات بين الكاثوليك والبروتستانت ، ومشكلة كشمير - وتقسيم شبه القارة الهندية أصلا يرجع إلى الخلافات بين المسلمين والهندوس ، ومشكلة فلسطين لا يمكن أن تخلو من عامل الخلافات الدينية بين المسلمين والمسيحيين من ناحية واليهود من ناحية ثانية والمسلمون فى جرر الفلبين يعانون من اضطهاد الحكومة الكاثوليكية . وقد يتعقد التركيب الديني في إحدى الدول فيترك ذلك بصماته على كثير من مظاهر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ومن أمثلة ذلك لبنان في العالم العربى وفى لبنان لا تتعدد الأديان فحسب، بل تتعدد الطوائف والمذاهب مما ينعكس علي كل مظاهر الحياة ، بل ولعل ذلك كان أحد أسباب قيام لبنان كدولة ، وحين قامت الحرب الأهلية اللبنانية فى عام 1975 أصبحت معظم هذه الطوائف متحاربة مع بعضها.
وربما تفيد دراسة الأديان في دولة مثل نيجيريا ، فهي دولة غير متجانسة دينيا ، ويمكن أن تنقسم جغرافيا إلى ثلاثة أقسام : القسم الشمالي وهو أكبر مساحة وسكانا وغالبية السكان فيه مسلمون ، والقسم الجنوبي الساحلي ونسبة كبيرة من سكانه مسيحيون ، ويقع بين القسمين ما يعرف بالنطاق الأوسط وسكانه وثنيون وتختلط فيه كل من الوثنية والمسيحية والإسلام . وبينما انتشر الإسلام على أيدى جماعات وطنية فقد انتشرت المسيحية في ظل الاستعمار ، وقد ارتبط التعليم بمدارس الإرساليات التبشيرية ، وقد رفض المسلمون أن يعلموا أولادهم فى هذه المدارس. وعندما استقلت نيجيريا أصبح معظم الجهاز الإداري والوظيفي في شمال البلاد وجنوبها من المسيحيين ولما كان المسلمون يشكلون أغلبية السكان فقد أدى ذلك إلى مشكلات وانقلابات وحروب أهلية كثيرة ، ولا يمكن فهم ذلك إلا بدراسة مفصلة للأديان في نيجيريا.
وإذا كانت مذاهب الإسلام الكبرى هي السنة والشيعة ، فإن مذاهب المسيحية وكنائسها أكثر تعددا. فإلى جانب الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية والقبطية يوجد في كل منها مذاهب فرعية ففي الكاثوليكية وحدها يوجد الروم الكاثوليك والأقباط الكاثوليك ، والسوريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك والكنيسة المارونية وغير ذلك وقد تصل الفروق بين بعض المذاهب وبعضها إلى اعتبار كل منها ديانة منفصلة ، وإذا كانت الديانة الغالبة بين السكان واحدة ولا توجد فروق فى المذاهب فإن هذا يكون أدعى إلى التجانس ، وكلما كثرت الأديان والمذاهب كلما كان لذلك آثار على عدم التجانس بين السكان
- اللغة language : اللغة هلى أحدى الخصائص المكتسبة للسكان وهي بذلك تتفق مع الدين ولكنها تختلف عن النوع والعرق فهما من الخصائص غير المكتسبة ، أحدهما وهو النوع مرتبط بإرادة الخالق وثانيهما من الخصائص الموروثة ولكن اللغة ترتبط كثيرا بالثقافة ومن ثم بالقيم الاجتماعية ، وينبغي التفرقة بين اللغات العالمية واللغات المحلية ، وإلى جانب ذلك توجد اللهجات في كل لغة تقريبا، ويمكن أن يكون لذلك كله أثار اجتماعية أو أن تكون اللغة نفسها تعبيرا عن أوضاع اجتماعية.
ويتفاوت تقدير عدد اللغات التي يتكلمها البشر ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف لغة ، ولكن توجد مجموعات لغوية تسمى أحيانا عائلات لغوية أو سلالات لغوية (families or stocks مثل عائلة اللغات الهندو أوروبية التي تنقسم بدورها إلى عشرة فروع تضم كل منها عددا من اللغات فالفرع الجرماني Germanic يضم كلا من اللغات الإنجليزية والألمانية والهولندية والفلمنكية واللغات الإسكندناوية . والفرع اللاتيني Latin ويضم كلا من الفرنسية والإسبانية والبرتغالية والقطالونية والإيطالية والرومانية. والفرع السلتي Celtic وتنتمى إليه لغة الويلز والبريتون والفرع السلافي Slavonic ويضم الروسية والبولندية والتشيكية والسلوفاكية والسلوفينية والبلغارية والصربية والكرواتية ، وتوجد فروع أخرى مثل البلطية والأغريقية والألبانية والأرمنية والهندية الإيرانية ويضم الفرع الأخير كلا من الفارسية والكردية وكثيرا من لغات الهند وثمة قسم آخر في عائلة اللغات الهندية الأوروبية يضم عديدا من اللغات التي لا تدخل في الفروع السابقة ومن عائلة اللغات السامية الحامية اللغات العربية واللغة العبرية ولغة الهوسا ومن أكبر لعات العالم من حيث عدد المتحدثين بها اللغات التي تنتمي إلى عائلة اللغات الصينية التيبتية وأهمها لغة الماندرين Manderin التي يتكلم بها أكثر من 800 مليون نسمة ، ولكنها لغة لا تخرج كثيرا عن حدود الصين ، أما اللغة الإنجليزية فهى تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد المتكلمين بها وإن كانت تحتل المركز الأول من حيث الانتشار العالمى ويتحدث بها أكثر من 400 مليون في كل أنحاء الأرض وأما الفرنسية فتحتل المركز الثانى من حيث الانتشار ويتحدث بها حوالي 150 مليون ، وإن كان عدد الدين يتكلمون الأسبانية أكبر حوالي 200 مليون ويكفي أن نقارن هذه الأعداد بسكان إنجلترا حوالي 55 مليونا وسكان فرنسا حوالى 50 مليونا وسكان أسبانيا حوالي 38 مليونا ، ومعنى ذلك أن انتشار الثقافات يتعدى فى بعض الأحيان انتشار العناصر التي نشأت اللغة فيها ، وقد يرتبط ذلك بالهجرة أو بالاستعمار أو بهما معا ، وقد يرتبط الأثر اللغوى أيضا بالتجارة، فمن المعروف أن اللغات قد تكون مزيجا من عدد من اللغات فمثلا أخذت الفارسية من العربية أبجديتها وكذلك كل من التركية القديمة والأردية والهوسا القديمة والفولاني ، واللغة السواحلية التي تنتشر في شرق أفريقيا تمثل العربية حوالى 40% من مفرداتها ، وهذا الأثر العربي في لغات كثيرة يرتبط بانتشار الإسلام وبمدى اتساع الدولة الإسلامية في عصر الخلافة وبالتجارة وقد توجد لغات لا يتحدث بها سوى أقليات مثل بعض اللغات في نيجيريا التي بها 248 لغة بعضها كالهوسا والفولاني واليوريا يتحدث بكل منها حوالي سبعة ملايين أو أكثر، ولكن قد لا يتعدى المتكلمون ببعضها عدة مئات . ويذكر كتاب الأمم المتحدة الديموجرافى السنوى لعام 1956 أن الهند في عام 1951 كان يوجد بها 283 لغة للحديث إلي جانب 333 لهجة أو لغة أخرى يتحدث بكل منها أقل من ألف نسمة، وكان يتحدث أكثر من مليون بواحدة من 19 لغة هندية ، وكان يوجد 12 لغة يتحدث بكل منها أكثر من عشرة ملايين وقد واجهت الهند مشكلات كثيرة بسبب تعدد اللغات مما يسبب أحيانا اضطرابا في العمل ، وحين فكرت الحكومة في قصر التعامل علي لغة واحدة لم يكن هناك سوى الإنجليزية ولكن ذلك قوبل بالعداء والرفض وعلى مستوى الوطن أو البلد الواحد كثيرا ما يؤدى تعدد اللغات إلى عرقلة انصهار السكان وطنيا ، وقد عمدت الحكومة الأمريكية إلى فرض اللغة الإنجليزية على كل من يرغب في الهجرة إلى الولايات المتحدة لتقليل المشكلات الناتجة عن تعدد الأقليات اللغوية ، ولا زالت في كندا أقلية كبيرة من المتحدثين بالفرنسية لهم ثقافتهم الخاصة واهتماماتهم التي تختلف عن الأغلبية من المتحدثين بالإنجليزية.
وثمة عدد من اللغات الميتة التي لم تعد تثير اهتماما إلا لعلماء اللغة أو الحضارة القديمة، ولكن واحدة من هذه اللغات وهى العبرية يراد لها اليوم أن تصبح لغة حية في إسرائيل وتوجد مع ذلك فروق بين العبرية القديمة والعبرية الحديثة، ومن اللغات الميتة أيضا القبطية في مصر التي كانت بدورها لغة المصريين القدماء مكتوبة بحروف يونانية.
واللغة العربية هي واحدة من اللغات الكبرى في العالم حيث يصل عدد المتحدثين بها إلى 220 مليونا يمتدون في رقعة واحدة من المحيط الأطلنطي حتى الخليج العربي، ويلاحظ أنه حتى على الشاطئ الشرقي للخليج العربي في إيران توجد جماعات تتكلم العربية وليست الفارسية ، أما أصداء العربية أي حيث تركت اللغة العربية آثارها فى لغات تركيا وإيران والهند وأفغانستان والباكستان وعبر الصحراء الكبرى في إفريقيا فهو أثر واضح يفسره أن العربية هي لغة القرآن .
ـ التركيب العرقي أو السلالي Race : يوجد كثير من الخلط والخطأ في استخدام مصطلح العرق أو السلالة ، وبصفة عامة فإن النوع البشرى - أو الجنس البشرى - ينقسم إلى ثلاث سلالات رئيسية هي المغول أو العنصر الأصفر والقوقازيون أو العنصر الأبيض ، والزنوج أو العنصر الأسود ، ولكن ثمة عددا آخر من السلالات الفرعية التي لا تندرج تحت أي من السلالات الثلاث الرئيسية مثل جماعات البشمن والهتنتوت فى جنوبى إفريقية . والصفات اللونية السابقة كثيرا ما تضاف إليها صفات أخرى تعتمد على شكل الشعر ودرجة نعومته أو استقامته، إلى جانب عدد آخر من المقاييس الإنثروبومترية كالنسبة الأنفية والنسبة الرأسية وطول القامة وغير ذلك ويدخل ذلك كله فيما يعرف بالمفهوم البيولوجى السلالة وهو يقوم فى حقيقة الأمر على التعميم الشديد وترك الفروق الفردية دخل الجماعات البشرية . والواقع أن السلالة بهذا المفهوم قد تكون مسألة أكاديمية بسبب الاختلاط الشديد الذي حدث للجماعات البشرية ، والذي ترتب عليه أن الجماعات المنعزلة وحدها وهي قليلة العدد والنسبة - هي التي تحتفظ بقدر من نقائها السلالي القديم ولكن قد يوجد مفهوم اجتماعى للسلالة يرتبط باللغة أو الدين ، فقد يستخدم بعض الناس خصائص لغوية أو دينية للتعبير عن سلالة ما ، كان يتحدث المرء عن الألمان كجنس وقد شاع ذلك على نحو خاص على يد النازي الذين اعتبروا الألمان أكثر امتيازا من غيرهم كما يستخدمه اليهود أحيانا ويقصدون أنهم جنس وهم ليسوا كذلك فكما يوجد اليهودي الذي يرجع بأصوله إلى أوروبا مثل يهود أوروبا الشرقية أو الوسطى الذين ينتمون إلى الجنس القوقازي ، يوجد كذلك اليهود المغول مثل جماعات الخزر، وكذلك يوجد اليهود السود من الفلاشا أو يهود اليمن والحبشة وإلى جانب أولئك يوجد اليهود الهنود الذين يطلقون على أنفسهم لقب بنى إسرائيل وقد يستخدم أحيانا نفس الخطأ في الحديث عن العرب كجنس بتأثير الخلط بين اللغة السامية والساميين وهي نفس الفكرة التي يرددها اليهود في دعايتهم عندما يستخدمون مصطلح العداء للسامية.
وفي دراسة السكان نهتم بدارسة العرق أو السلالة إذا كان لذلك أثر في تركيب المجتمع كان يوجد نظام للطبقات كما في الهند أو تفرقة عنصرية كما كان الحال في جنوب افريقيا أو الولايات المتحدة ، فقد يؤدي التعدد في الجماعات السلالية أو شبه السلالية إلى وجود أقليات في المجتمع قد تكون مضطهدة ولا يسمح لها إلا بأدنى درجات السلم الاجتماعي أو أن تعيش في معازل ويحظر عليها الانتقال إلا بتصاريح مرور كما كان يجرى فى جمهورية جنوب أفريقيا ، وقد يترتب عليها هجرات داخلية كما رأينا فى هجرات الزنوج من جنوب الولايات المتحدة كما أن كل سلالة قد تنفرد بخصائص حيوية تختلف عن غيرها ففى تعداد السكان للولايات المتحدة عام 1950 كان الزنوج 15 مليونا بنسبة 10% من السكان وفى تعداد عام 1990 أصبحوا حوالى 19 مليونا يمثلون نسبة 105 من السكان ثم 23 مليونا بنسبة 13% فى تعداد 1970 ومعنى هذا أنهم يتزايدون بمعدلات أسرع من البيض كما أن دراسة أحوال السكن للأقليات السلالية خاصة في المدن تلقى اهتماما كبيرا من علماء الجغرافيا والاجتماع وقد يكون السياسة التفرقة العنصرية آثار هامة في تركيب السكان النوعي - الذكور والإناث - ولو رأينا أهرام السكان لمدينة جوهانسبرج على أساس سلالي لظهر ذلك واضحا فهرم السكان ذوى الأصل الأوروبي منتظم ومتوازن أما هرم السكان الأفريقيين فترتفع فيه نسبة الذكور لأنهم الأيدى العاملة التى يسمح لها بالحياة في ظل نظام الإبارتهيد apartheid أو الفصل والعزل بين السكان الملونين والسكان ذلك على نحو خاص في فئات السن الشابة القادرة على العمل البيض ، (20 - 50) بل أن بعض مدارس علم الاجتماع في جنوب الولايات المتحدة حيث كانت تمارس التفرقة العنصرية تنادى بأن للرجل الأبيض الحق في استعباد الملونين واسترقاقهم وكذلك بعض النظريات العنصرية في علم الإنسان - الأنثروبولوجيا - ورغم انتهاء التفرقة العنصرية فى كل من الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا التي أصبحت تحت حكم الأقلية السوداء بها مع نهاية عام 1994 إلا أن آثار تلك السياسة اجتماعيا واقتصاديا لم تنته بعد. ولعل أخطر الماسى التي شهدها العالم فى عقد التسعينات من القرن العشرين والتي ترتبط بالتركيب السلالي هي تلك التي حدثت بعد تفكك يوجوسلافيا السابقة والتي حدثت في كل من رواندا وبورندى في إفريقيا فبعد أن تفككت جمهورية يوجوسلافيا الإتحادية إلى ست دول ما لبثت جمهورية البوسنة والهرسك أن لقيت حربا شعواء خاصة من الصرب والكروات الذين قاموا بما عرف بعمليات " التطهير العرقي " من قتل واغتصاب وتخريب واستيلاء على المباني والأراضي والممتلكات التي كانت للمسلمين، وأعلن اقتطاع أجزاء من البوسنة وضمها للصرب ، وبرغم وجود قوات الأمم المتحدة فإن المعاناة لم تتوفق حتى عام 1996 وأما في دولتي رواندا وبورندي الإفريقيتين الصغيرتين ، فإنه توجد مجموعات قبلية تشكل السكان فيها وهي جماعات التوا Twa والتوتسي Tutsi والهوتو Hutu وفي رواندا يشكل التوا 1% بينما يشكل الهوتو90% والتوتسي ، أما في بورندى فيشكل الهوتو 6, 83 % والتوتسى 8 13٫ والتوا 1% وجماعات أخرى تشكل 6% ، غير أن الحكم بيد القبائل التي تشكل أقلية السكان وهي التوتسي التي تضطهد قبائل الهوتو وغيرها، وتقوم بعمل مذابح جماعية لهم ، حتى في المعسكرات التي أقامتها الأمم المتحدة في كل من زائير وتنزانيا لإيواء قبائل الهوتو الفارة من جحيم الحرب، ويقدر أن حوالي 15% من سكان رواندا في عام 1994 قد قتلوا بينما فر ربع عدد الباقين نجاة بحياتهم من الاضطهاد العرقي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Britannica Book of the year 1972, Encyclopaedia Britannica, p. 613.
الاكثر قراءة في جغرافية السكان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)